وخيل إليه أنه ارتبك أوتلعثم، لكنه أجاب بسرعة: «حاضر، حالا أجيبها.»
وقام واختفى في حجرة النوم، وفتح الدولاب ونظر إلى وجهه في المرآة، لقد كذب عليها، وأوهمها أن لديه أشياء فنية تستحق أن تراها، وكان يريد أن يحضرها إلى بيته فحسب، كان يظن أنها بمجرد أن تضمها الشقة معه وحده ستنسى هذه الأشياء ولا تسأله عنها.
وتذكر جاذبيته التي تعشقها النساء فأغلق الدولاب، وأخذ من أحد الأدراج مجلة صغيرة، ثم عاد إليها وقال وهو يناولها المجلة: «قرأت العدد ده؟»
ونظرت إلى غلاف المجلة ثم قالت: «أيوه.»
وسألها: «وإيه رأيك في المقال بتاعي؟»
وقالت في بساطة: «كله كدب.»
وخيل إليه أنه أهين، لكنه سألها في اهتمام: «كدب ازاي؟»
وابتسمت في ذكاء وهي تقول: «معرفش ازاي؟ لكن على العموم كتاباتك مش إنت، أو إنت مش كتاباتك.»
وأحس من هذه الكلمات القليلة أنها نفذت إلى شيء في أعماقه، إلى النبع العميق في نفسه الذي يغمس فيه قلمه ويكتب عكس ما يحس، لكنه قال في حماس من يدافع عن تهمة حقيقية: «بالعكس، أنا عمري ما اكتب غير ما احس.»
وابتسمت في عدم مبالاة وكأنها تنهي المناقشة: «جايز.»
अज्ञात पृष्ठ