وفي عهد الأمويين دعا الحجاج بن يوسف الثقفي (توفي 95ه/714م) إلى عمل ملاقف الرياح في مدينة واسط؛ عاصمته التي بناها في العراق، حيث إنه عمد إلى المرافق التي في المجالس ووضع فيها ألواح الجليد، فكانت الرياح تمر في الملاقف ويخرج نسيمها إلى المجالس والصحون، حتى إن الناس استغنوا عن استخدام المراوح اليدوية حينها.
15
كما ورد عن الإمام مالك بن أنس (توفي 179ه/975م): «قال قتيبة: كنا إذا أتينا مالكا خرج إلينا مزينا مكحلا مطيبا قد لبس من أحسن ثيابه، فتصدر ودعا بالمراوح فأعطى كل إنسان مروحة.»
16
وقد أخذت المروحة بألباب الشعراء العرب، فراحوا يصفونها ويتغنون بفوائدها؛ إذ يروى أنه عندما عاد جعفر بن عثمان المصحفي (توفي 372ه/983م) بعض إخوانه وهو مريض مضطجع فتناول مروحة وجعل يروح بها عليه، فقال جعفر بن عثمان في لحظتها:
روحني عائدي فقلت له
لا لا تزدني على الذي أجد
أما ترى النار وهي خامدة
عند هبوب الرياح تتقد؟!
17
अज्ञात पृष्ठ