أخبار أبي نخلية
قال أبو إسحاق النوفلي: بني أبو نخلية دارًا شراها، ثم جاء إلى خالد ابن صفوان، فقال: أحب أن تصير معي إليها لتنظير إلى بنائها، فجاء معه، فلما دخلها ورآها قال: كيف تجدها يا أبا صفوان؟ قال إن صدقتك يا أبا نخلية غضبت. قال: ما كنت بالذي أفعل. فقال خالد - وكان من أفصح الناس - رأيتك تسأل الناس إلحافًا، وتنفق إسرافًا، فملأت إحدى يديك سلحًا، وجعلت الأخرى سطحًا، وقلت: من لم يعمر سطحي، ملأته بسلحي. نخجل أبو نخيلة ولم يحر جوابًا.
قال محمد بن إبراهيم الحنظلي، ما مدح أبو نخيلة إلا خليفة أو وزيرًا، وكان من أفصح الناس وأشعرهم، وكان مطبوعًا مقتدرًا كثير البدائع والمعاني غزيرًا جدًا، وكان الغالب عليه الرجز ومع ذلك لا يقصر في القصيد.
حدثني إبراهيم بن عامر النوفلي عن بعضهم قال: رأيت أبا نخيلة قد خرج من عند الوليد بن يزيد راكبًا، وبين يديه رجالة قد تقدموه وقد حمل معه مال كثير كان الوليد قد وصله به، وهو يفرق يمينًا وشمالًا ويتصدق، حتى أتى منزلة وقد فرق منه شيئًا كثيرًا، ثم دفع إلى الرجالة الذين كانوا بين يديه مائة دينار. وكان الوليد يحبه حبه شديدًا وهو الذي علم الوليد الشعر.
1 / 63