فأنشدوه لجماعة من المتقدمين والمحدثين، فكأنه لم يقع منه بالغرض، وسأل عن أحسن من ذلك، فقال أبو نواس: أنا لها يا أمير المؤمنين. وأنشد هذه الأبيات الرائية لبشار، فاستحسنها جدًّا، وقال: ومما أجاد فيه وأفرط قوله في الافتخار:
إذا ما غضبنا غضبة مضريّةٌ ... هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دمًا
إذا ما أعرنا سيّدًا من قبيلة ... ذرى منبر صلّى علينا وسلّما
ومما يستحسن له قوله في عقبة بن سلم:
حيّيا صاحبيّ أمّ العلاء ... واحذرا طرف عينها الحوراءِ
إن في طرفها دواء وداءً ... لمحبّ، والداء قبل الدواء
عذبتني بالحب عذبها الل ... هـ بما تشتهي من الأهواء
يقع الطير حيث يلتقط الح ... ب وتغشى منازل الكرماء
إنما همة الجواد ابن سلم ... في عطاء وموكب أو لقاء
ليس يعطيك للرجاء وللخو ... ف ولكن يلذ طعم العطاء
ومما يختار من مديحه قوله في ابن العلاء
فتى لا يبيت على دمنة ... ولا يلعق الشهد إلا بسمّ
ثم يأخذ في الافتخار في قوله منها:
ألا أيّها السائلي جاهلًا ... لتعرفني أنا أنف الكرم
1 / 30