فلما تحقق عبد الحميد بغيهم ولم يجد بدا من قتالهم امر أصحابه بقتالهم . فالتقوا وانهزمت خيل خلف وقتل منهم عدد كثير . فاراد أصحاب عبد الحميد أتباعهم فناهم عن ذلك . واحسن السيرة ولما رأى خلف ما أصاب اصحابه من الهزيمة والتقل ، كر راجعا إلى الموضوع الذي منه خرج وهو موضع يقال له تيمتى فأقام به ، ورجع عبد الحميد إلى موضعه وأمر أصحابه بالرجوع إلى مواضعهم ، وظن ان القوم لا يريدون بعد ذلك باسا ن ثم أرسل إلى خلف أذا ما فعلت فكن في حيزك ، واكون في حيزى ، وضع الحرب فأبى خلف إلا المحاربة وجعل يشن الغارات على رعية عبد الحميد ، وسلط عليها من يسومها أنواع العذاب لا يألوا فسادا وقتلا في الاموال ، والانفس ، ثم أن خلفا أزدهى بكثرة من اجتمع له العدد ، فأمر أبو عبيده اصحابه بالخروج ، فخرجوا وهم في عدد قليل ، ولكنهم أهل بصائر يموتون على ما بايديهم من الحق . لا يأسفون على ما فاتهم من دنياهم ولا يعدون زايدا الا تقوى بهم ، ولا مطلبا الا ما يقدمونه لأخراهم .
पृष्ठ 77