ثم بعد ذلك بزمان أرسلت المعتزلة إلى أيوب بن العباس بان يأتيهم بعد فعله الافاعيل فيهم ، فعزم على المسير إليهم فمنعه أصحابه فأبى إلا المسير فحذروره الغدر ، فلم يعبا بهم ، فسار أيوب حتى وصل بعض احيائهم ، فتيممه فإذا برجال من احي ينتظرون المامه بهم ، فانزلوه في خص ورحبوا به فلما جن الليل قدموا له العشاء وهي جفنة طعام عليها شاة ووطب من لبن ، قال أسند ظهره إى دعامة الخص وجعل يتلو القرآن ، حى طلع الفجر ، فصلى الصبح بوضوء العشاء ، فلما طلعت عليه الشمس، أمرهم بان يقدموا فرسة ، فقدموه وهم عازمون على غدره فلما ركب فرسه تكلم متكلمهم فقال : يا ايوب ان فتيان الحي راغبون في أن تلاعبهم على فرسك ، فقال ايوب ال ، ثم ان فتيان الحى ركبوا خيلهم ، فتناولوا قضبانا يترامون بها ، وفيهم رجل شجاع قد تكفل لهم بغدر ايوب فلاعبهم ايوب قليلا ، ولم يشعر الا والرجل خلفه قد ش عليه بالرمح ، فتغافل عنه ايوب حين علم به ، فلما اراد أن يضربه اتقى ايوب ضربته ، وشد عليه اويوب فقتله فحمل على اصحابه فقتل منهم ثمانية ، ثم حمل أخرى فقتل ثمانية أخرى ، فصاح ايوب بنساء الحي هلى يكفيكن ، أو ازيدكن ؟ فقلن : قد اكتفينا ، قال فتوجه ايوب فمر بواد فوجد فيه اسدا ولبوة وأشبالهما ، فشد عليها بالسيف فقطع ارجلهما فتركهما يزحفان ، واجتاز بحى من احياء البربر ، فقال يا أهل الحى من اراد منكم اللحم المكروه فليقصد الوادى عند السدرة فابتدر الحى إلى الوادى فوجدوا الاسد واللبوة وأشبالهما فطفق القوم يأكلون .
पृष्ठ 67