53

मग़रिब के शेखों की तबकात

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

शैलियों

ونرجع إلى ذكر شعيب وذلك انه لما انتهى اليه الرسولان بما قد تقدم ذكره من وقوع الخلاف بالمغرب توجه إلى تاهرت في نفر من اصحابه ، دون مشاورة من بمصر من المشائخ أهل الدعوة ، بل قد نهاه عن ذلك من فطن به منهم فسار طمعا في الامارة ، فلما وصل هو واصحابه دخل على الامام ولم يكن له بد من الدخول عليه ، فسأله الامام رحمه الله عن الامامة والشرط فأجابه بان الامامة صحيحة والشرط باطل ، وسأله ايضا هل تجوز تولية رجل وفي جماعة المسلمين من هو اعلم منه ؟ فاجاب بجواز ذلك . ثم ان شعيبا خرج فتوجه نحو ابن فندين ، واصحابه فأطعموه في الامارة ، فندم على فتياه للامام رحمه الله فوازر(3 ) ابن فندين واصحابه على الامام ، وصار لهم عونا على الخلاف ، فخرج من بالمدينة من اكابر اصحاب ابن فندين إلى المنازل المتدانية من تاهرت ، وجعلوا يستفسدون قلوب أهلهاويجتمعون فيها بحل ما انعقد من الامامة ويتناجون بالاثم والعدوان ، وذلك سموا ( النجوية ) ثم بعد ذلك ولما ادخلوا بذلك شغبا في الاسلام سموا ( الشغبية ) ، ثم الحدوا في اسماء الله تعالى فسموا ( الملحدة ) . وسموا النكاث لنكثهم البيعة بغير حدث ، وبلغنا انهم كانوا يدخلون المدينة بالجماعات ، فتكلم جماعة من المسلمين بذلك ، واشاروا على الامام بان ينهاهم عن ذلك ، فنهاهم الامام فلم ينتهوا ، وعاب عليهم خروجهم من المدينة إلى المنازل فقالوا : هذه مدينتنا وتلك منالنا ، فان رأى الامام في ذلك منكرا تركناه . قال فاعرض عنهم الامام ثم صاروا بعد ذلك يدخلون المدينة بالسلاح ، فاشار أيضا جماعة من المسلمين على الامام بان ينهاهم عن ذلك . فقالوا : ان رأى الامام في امساك السلاح منكرا تركناه قال : فاعرض عنهم الامام ، وامر اهل المدينة بامساك السلاح مخافة منهم من غدر يحدث منهم .

पृष्ठ 54