181

मग़रिब के शेखों की तबकात

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

शैलियों

وأعلم إن في معاينتهم مشبة اشتعال النار، وأحكامهم الحرص والتحضيض على الشهوات وفي معاشرتهم ذم للقناعة وتصغير للنعم، وهم كما جاء فيهم الحديث مساجدهم في ذلك الزمان عامرة، وأنه قد بدل على ما كان فيها من الهدى، سكانها وعمارها أجابت إلى الخطيئة في مساجدهم فهي أظهر منها في الريبة لأن أهل الريبة إذا رأوا من لا يريد ما عندهم اختفوا بالخطيئة، فهؤلاء قد بارزوا بالمحاربة، وكذبوا على الله في العلانية، فواحدنا يقول سمعت وما أكذب، ونطقت ما أكذب، وذلك أني لم أدرك من الإسلام إلا رسما عافيا، وعلما منقطعا باليا، فصرت ميتا بين الأموات وحيرانا بين المتحيرين فلو أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر لم أكن للظالمين ظهيرا، ولا لمن يدين بطاعتهم مواليا، ولا كنت كالمستعطي بكفه حتى يظهر حكم ربي.

पृष्ठ 80