145

मग़रिब के शेखों की तबकात

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

शैलियों

حكى أبو سفيان قال: قال المليح: بلغنا ذات ليلة أن في منزل حاجب مجلسا للذكر قال أبو سفيان: وكان المشائخ لا يحضرون معهم بالليل الفتيان، قال المليح: فقلت لرجل من أهل عمان: انطلق بنا إلى منزل حاجب فلعلهم يأذنون لنا قال فسرنا حتى جئنا المنزل، فأذن لنا، فوجدنا عنده المختار بن عوف ورجلين أو ثلاثة من المشائخ، قال: فقال لي حاجب: يا مليح اذهب أنت وهذا العماني إلى بلج بن عقبة فأخبراه بمكاننا وقولا له يأتينا، قال: فسرنا إليه فأعلمناه، فجاء، قال المليح: فصلينا العتمة ثم أخذنا في المذاكرة، قال ربما قام أحدهم قائما فيتكلم ما شاء الله ثم يجلس، فيقوم الآخر كذلك حتى أضاء الصبح، قال المليح: فما رأيت أحدا بعد تلك الليلة، ولا رأيت قبلها متكلما قائما في مجلس، قال: وكان شعيب بن عمر من أفاضل الفتيان يومئذ، وكانت أخته تحت حاجب قال فجاءه تلك الليلة فأخبر به حاجب، فقال: ردوه، قالوا له: يا أبا مودود سبحان الله جاء من السماح في هذه الساعة وترده! فقال: ردوه، فردوه، قال: وكان بين منزله ومنزل حاجب نحو ثلاثة أميال، قال: وبلغ حاجبا أن في منزل عبد الملك الطويل مجلسا بالليل تكثر فيه الجماعة ويكون لهم كلام يسمعه الجيران، قال فبعث إليهم وقال: يا عبد الملك ارفع عن نفسك ما هذا الذي بلغنا أنكم تفعلونه؟ قال: إنا لنفعل، فإن أمرتنا بتركه تركناه، قال: فانكب طويلا، ثم قال: والله لأن تكونوا تخافون فتعمرون خيرا من أن لا تخافوا وتخربون، اعمروا مجالسكم فان الله يحفظكم، قال: فما بلغنا أنه ظفر بهم في مجلس قط، إلا أنهم كانوا ذات مرة في عهد زياد أو ابنه أتاهم الخبر بان الخيل تريدهم، قال: فخرجوا مسرعين، وتركوا نعالهم على باب البيت الذي كانوا فيه قال فجاء الشرط فنظروا إلى النعال، فقالوا للعجوز صاحبة البيت: ما هذه النعال؟ قالت مكاتب لنا يسأل الناس فيعطى النعال وغيرها، قالوا: تالله ما ذلك كما ذكرته وإن بهذا الموضع ريبة، قال: فقال:

पृष्ठ 42