============================================================
وصفاء بواطن، بشاهد قول رسول الله : "أهل اليمن أرق قلوبا والين أفئدة، الايمان يمان والحكمة يمانيةه إلى غير ذلك مما روي عنه في فضائلهم على العموم، فكيف بالرجال منهم أهل العلم والعمل والمعرفة والأحوال.
روي عن الإمام العالم العارف بالله أحد بن موسى بن عجيل آنه سئل عن الأولياء الذين يذكرون في الكتب، فيقال فلان المصري وفيلان البلخي وغير ذلك، ولم يقل فلان اليمني، فقال رحمه الله: إنما ذلك لكثرتهم فإنهم عصائب، عصائب. قال الإمام اليافعي رحمه الله في كتابه الإرشاد: أنشد بعض السادات الأولياء الأكابر الفضلاء لما ذكر بعض الناس بين يديه مشايخ الرسالة معظما لهم في معرض التعريض بخمول ذكر مشايخ اليمن نفع الله بهم .
الا قل لساري الليل لا تخش ضلة سعيذ بن سلم ضوه كل بلاد لنا سيد آرب على كل سيد جواد حثى في وجه كل جواد اعلم يا أخي أنه ورد في فضائل أهل اليمن من الأحاديث والآثار ما يطون ذكره. وقد صنف في ذلك جماعة من العلماء الكملاء كالامام أبي عبدالله بن أبي الصيف (بصاد مهملة) اليمني، جمع جزءا في ذلك والامام محمد بن عبدالحميذ جع أربعين حديثا في فضائل أهل اليمن، وعندي منه نسخة، والشيخ عبدالله ابن أسعد اليافعي عدد شيئا كثيرا من فضائلهم في تاريخه، وفي سائر مصفاته، وكذلك جماعة من مؤرخي اليمن كالفقيه عمر بن سمرة والبهاء الجندي والفقية علي الخزرجي وغيرهم ذكروا جملا مستكثرة من ذلك، ولست أطيل بذكر ذلك طلبا للاختصار، وإنما أشرت إليه جملة ليعلم فضل هذا الإقليم وأهله وأنسه غير خال من الأولياء المعتبرين والرجال المحققين وإنما لم يذكرهم صاحب الرسالة وغيره من مصنفي الشام والعراق لبعدهم عنهم وعدم تحقق أحوالهم. فلما كان ذلك كذلك، أحببت أن أجمع كتابا أفرد به ذكر الأولياء من أهل اليمن وأبين فيه أحوافم وأقواهم ومناقبهم وكراماتهم لعل الله تعالى ان ينفعني بهم وآن يشملني ببركتهم إن شاء الله تعالى، وإنما تصديت لذلك واعتنيت به لما لم آجد من
पृष्ठ 36