247

============================================================

من ذلك انه تروج بابنة شيخه المذكور فماتت عنده بالنفاس، فتزوج اختها فحملت له أيضا، فلما دنا نفاسها خشي عليها كما جرى لأختها، وتعب حاله لذلك، فرأى النبي في المنام فبشره بسلامتها، وانها تلد ولدا ذكرا وأمره أن يسميه محمدا الجسيم، وأخبره أيضا أن تأتي بعده بولد آخر، وأمره أن يسميه اسماعيل: ومن ذلك، انه حصل في وجهه حبوب كثيرة مثل الدماميل الصغار فخاف من ذلك وقصد مدينة جبلة للتداوي عند بعض الأطباء، فلما أمسى هنالك، رأى المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام في النوم، فقال له: يا روح الله إمسح لي على وجهي، وادع لي بالعافية، ففعل المسيح ذلك، فلما استيقظ لم يجد شيئا من تلك الحبوب التي كان يعهدها، فحمد الله تعالى، فلما أصبح نظر في المرآة فرأى في وجهه أنوارا تتلالا، وكانت وفاته بمكة المشرفة سنة خمس وخمسين وخمسمائة رحمة الله تعالى امين.

و مد عمرو بن علي بن عمرو بن مممد بن رو ين سعد بن جعفر بن عباس التباعي نسبة إلى ذي تباع قبيلة من حمير، وهو بكسر المثناة من فوق وقبل الألف باء موحدة وبعده عين مهملة، كان المذكور فقيها عالما فاضلا عارفا كاملا، أصله من لاف حجة، ثم انتقل إلى بيت حسين، واشترى موضعسا قريبا منها، وابتنى هنالك مسكنا، واتخذ مزدرعا وبورك له في الذرية وهم باقون في موضعهم إلى الآن، وفيهم خير وصلاح وكان ولده محمد، من كبار الصالحين، وسيأتي ذكره في موضعه من الكتاب إن شاء الله تعالى، وكان تفقه الفقيه عمرو المذكور بالفقيه علي بن مسعود مقدم الذكر، وأخذ عن الإمام ابن أبي الصيف أيضا وغيره.

يروى أن رجلا يقال له أحد بن ابراهيم المصري، كان متفقها، وكان كثير 247

पृष्ठ 247