والغربيون بوجه عام لن ينفذوا إلى قلوب الشعب، ولن يظفروا بوده إلا حين يبدءون صفحة جديدة؛ فيعكسون موقفهم من كل شخص، وحكومة، وشعب، ومعضلة ويرمون بالمنظار الملون ، الذي ما برحوا يضعونه على عيونهم هنا.
منذ أسبوعين مشى في شوارع طهران الشيوعيون والوطنيون متضافرين في مظاهرة دامية.
ليفهم الغربيون الذين يريدون مكافحة الشيوعيين أن جمهور هذا الشعب يهم أن يتخذ موقفا هو: علي وعلى أعدائك يا غريب!
وما داموا هم يتدخلون بشئوننا؛ فأقل واجباتهم نحو نفوسهم، وسلامة مصالحهم أن يوجهوا نفوذهم هذا، غير المشروع، في السبيل القويم المشروع.
ثورة في التفكير ...!
تأتي جهود الفرد كبيرة أو صغيرة، على قدر الأحداث التي تجابهه، حتى لقد يقفز الكسيح من سريره حين تهدده النار.
وللأمم مثل هذه الوثبات؛ فتركيا التي كانت رجل أوروبا المريض، انتفضت بعد الحرب العالمية الأولى انتفاضة، نعتها يومئذ الرجعيون بأنها ستؤدي بها إلى العدم، وإنكلترا بعد ويلات الحرب العالمية الثانية اهتزت، واعتنقت نظاما قال فيه كبار المفكرين التقليديين من لابسي المونوكل إن عنفه سيذهب بها إلى الخراب في عامين أو أقل.
أما هنا بعد كارثة فلسطين، فإن تفكيرنا الكسيح لم يقفز من فراشه، بل ازداد العويل ونتف الشعر وقرع الصدور، وسادت فكرة واعظة تقول بتغيير الأشخاص والحكومات.
وما كانت ولن تكون الحكومات والأشخاص إلا من بعض مظاهر عافية الشعب أو مرضه.
نحن أشد ما نكون حاجة اليوم إلى قفزة من السرير، قفزة في التفكير ثورية.
अज्ञात पृष्ठ