إذا كان ما يفعلونه صوابا، فبها ونعمت، وإذا كان خطأ فمن الواضح أنهم يفعلونه عن جهل ومن غير قصد؛ فمثلما تكره النفس أن تحرم من الحقيقة، كذلك تكره أن تحرم من القدرة على أن تعامل كل شخص كما يستحق؛ وبالتالي فإن الناس يسوءهم أن يوصفوا بالظلم أو الجحود أو الطمع. وباختصار؛ أن يوصفوا بأنهم يسيئون لجيرانهم.
رابعا:
أنت نفسك ترتكب أخطاء كثيرة، وإن كنت تحجم عن ارتكاب مثل أخطائهم بدافع الخوف أو اعتبار السمعة أو غير ذلك من الدوافع الدنيئة.
خامسا:
لست حتى واثقا من أنهم يخطئون؛ فكثير من الأشياء يجري فعلها كجزء من خطة أكبر. وعلى المرء بصفة عامة أن يعرف الكثير قبل أن يمكنه أن يقطع بحكم على أفعال شخص آخر.
سادسا:
عندما يأخذك الحنق أو الضجر فتذكر أن حياة المرء مجرد لحظة وسرعان ما سنكون جميعا في قبورنا.
سابعا:
ليست أفعالهم هي ما يسوءنا؛ لأن لها أساسها في عقلهم الموجه، بل حكمنا نحن على هذه الأفعال. فامح هذه الأحكام، واعقد العزم على أن تتخلى عن تقييمك لجرم مفترض، وسيذهب غضبك في الحال. وكيف تمحو الأحكام؟ بأن تذكر أن جرم غيرك لا يلحق بك عارا؛ فالعار هو الضرر الوحيد وإلا لكنت أنت أيضا مذنبا بإلحاق الكثير من الضرر وصرت لصا وغدا.
ثامنا:
अज्ञात पृष्ठ