दिन प्रतिदिन चिंतन: पूरी चेतना के साथ जीने के 25 पाठ
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
शैलियों
الفصل الرابع عشر
أن نفهم ونقبل ما هو موجود
كأننا غير موجودين أمامها.
إنها لا تنظر إلينا، لكن حركة يدها الخفيفة يوقفنا ويذهلنا. إننا نقف أمامها دون حركة، ودون أن نزعجها بشيء.
يوجد آلاف من الإشارات في اللوحات التي يقدمها الفن الغربي، لكن هذه اللوحة ليست كغيرها؛ كأننا نرى الملاك جبرائيل آتيا يعلن لها أنها حامل. فلا ندرك في هذه اللوحة سوى العالم الداخلي لوالدة المسيح. نجد مريم الإنسانة، وهي مأخوذة بتجربتها النفسية، وليس مريم ذات الطابع الإلهي وهي تتلقى شكلا من الوحي الروحي.
تظهر اللوحة لحظة محددة؛ إنها اللحظة التي تفهم فيها مريم الأمر، وتقبل به. إنها لحظة معلقة، كصفحة الكتاب التي تركتها للتو كي تشد الحجاب على رأسها، كأنها تغطي نفسها من القدر الذي ينفتح أمام عينيها. إن وجهها يشبه هذا الكتاب الذي أمامها؛ إنه ليس مفتوحا على آخره لكنه ليس مغلقا أيضا . نظرتها تتجه نحو الداخل، داخلها. إنها تفكر، وتشعر، وتتنفس.
لوحة «عذراء البشارة» (أو «البشارة») (1474-1475) لأنتونيلو دا ميسينا (تقريبا 1430-تقريبا 1479)، وهي لوحة زيتية على الخشب، بأبعاد 0,45 × 0,35 متر، المعرض الفني الإقليمي لصقلية، باليرمو.
لننظر إلى هذه الحركة الغريبة ليدها اليمنى المرفوعة قليلا كأنها تقول: «حسنا، هذا جيد، نعم، نعم، لقد فهمت، وإنني أقبل بكل ما يرسله الله لي.» إنها هذه اليد المرفوعة التي تتلقى وتعبر عن السكينة، أو البحث عن الراحة، موحية بهذه اللحظة الفريدة في اللوحة حيث يتم فيها قبول ما هو موجود قبل الالتزام به.
هل كانت تستطيع الرفض؟ من يستطيع أن يرفض ملاكا مبشرا أرسله الله؟ لكن كان يمكن لمريم أن تكون أقل ذكاء، وأقل لباقة. لكنها تجاوزت خوفها، ذهولها وشكوكها، وقبلت الإرادة الإلهية. هذه هي اللحظة التي تم رسمها في هذه اللوحة، والتي قالت كل شيء. لم يكن هناك ملائكة، وأبواق وضجة، فقط مغامرة داخلية مذهلة.
اقبلوا! لأنه لا يوجد شيء آخر ...
अज्ञात पृष्ठ