दिन प्रतिदिन चिंतन: पूरी चेतना के साथ जीने के 25 पाठ
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
शैलियों
الفصل التاسع
أن نرى كل ما هو عادي
أثناء مرورك، تقرر التوقف؛ لأن شيئا ما مميزا شدك. ربما هو الضوء في هذا الوقت من النهار، عندما تبدأ ظلال الليل بامتلاك المكان، لكن وهج مصابيح الإنارة يصنع ببطء جزرا من الضوء في هذا الظلام. أو ربما هو الهواء العليل. أو أنها هذه الغابة الكثيفة والداكنة المحيطة بالمكان.
ستلاحظ تلك التفصيلة البسيطة؛ إنه الحصان المجنح على لوحة الإعلان المضيئة. ستلاحظ هذا الحصان المجنح الأحمر الكبير هو وإخوته الثلاثة الصغار، وهم يحاولون بنفاد صبر القفز خارج الإعلانات كي يحلقوا في السماء، نحو الليل اللانهائي. وبدءا من هذه الصورة للحصان المجنح كمرساة لانتباهك، تصبح فجأة حاضرا في تلك اللحظة العادية العديمة الأهمية. ستعير انتباهك إلى رائحة البنزين، ثم إلى الموسيقى القديمة والمعروفة التي يصدرها الراديو من المنزل المضاء. لم يكن لا الغرابة ولا الجمال ما استوقفك روحا وجسدا في هذه اللحظة. إنك لا تحتاجهما لتوقف للحظة دفق أفكارك، وأفعالك ومشاريعك. لقد توقفت لأن هذه اللحظة لا مثيل لها. أنك لن ترى مجددا هو بالضبط ما أنت بصدد رؤيته الآن، ولن تعيش هذه اللحظة مرة ثانية أبدا. نعم، هذا هو الأمر، لقد فهمت؛ توقفت لأن ما هو أساسي تبدى لك؛ إنك بصدد لمس قطعة من ثوب الحياة. كيف يمكننا أن ننسى ذلك معظم الوقت؟ ننسى أننا محظوظون بعيش هذه الحياة، وأن كل لحظة في حياتنا هي معجزة. لقد غلبت الليل، وغلبت الموت، وغلبت العدم. كيف يمكننا أن ننسى ذلك! لا تنس أبدا أن تعيش. الآن مثلا، ارفع رأسك، وانظر حولك بعيني طفل ولد للتو، وكأنك ترى كل شيء لأول مرة!
لوحة «محطة وقود» (1940)، لإدوارد هوبر (1882-1967)، وهي لوحة زيتية على القماش، بأبعاد 0,667 × 1,022 متر، متحف الفن الحديث، نيويورك.
لا تنس أن ذواتنا قد تشكلت من خلال تجاربنا الأكثر بساطة. وقول إن أمرا ما مبتذل وبسيط، هو القول بأنه من ضمن الأمور التي ساهمت في خلق أفكارنا الأكثر أهمية.
بول فاليري، «أفكار سيئة وأشياء أخرى»
إنارة ضوء وعينا فترات أطول
يستيقظ وعينا في كل مرة نكون فيها على موعد مع الجمال، مع كل ما هو مؤثر وغير متوقع. لكننا نظل فيما تبقى من الوقت ليس أكثر من رجال آليين نعمل ونحن غائبو الحضور. ومن فترة لأخرى نستيقظ؛ فقد نظم هذا العصر حياتنا واضعا كثيرا من العلامات الإرشادية في كل مكان لتدلنا على الطريق («تفضلوا من هنا ... من هناك») والإعلانات («الآن ... انظروا! اسمعوا! استمتعوا!») واللحظات المحددة بدقة التي «يجب» أن تذهلنا أو تقلقنا (سينما، مسرح، متحف). إنها لحظات حتمية، محددة لنا ... لكن حياتنا ليست زيارة يقودنا فيها دليل! ومن كثرة ما سمحنا لأنفسنا أن نقاد بهذه الطريقة صار ذهننا فارغا، وروحنا ميتة أو في حالة سبات.
أحبوا ما هو عادي وبسيط. انتبهوا إلى هذه اللحظات. احترموها. اشحذوا وعيكم بها. افتحوا ذواتكم لكثافة البساطة؛ فلا يوجد جو خاص كي يلائم الوعي الكامل. بالطبع هناك لحظات وأجواء تسهل الوصول إليه، لكننا نستطيع عيشه في أي لحظة. يكفي أن نتمرن بقليل من الجهد. يكفي أن نبقى كائنات يقظة وكاملة الحضور.
अज्ञात पृष्ठ