Scenes from the Lives of the Companions

عبد الرحمن رأفت الباشا d. 1406 AH
29

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

प्रकाशक

دار الأدب الاسلامي

संस्करण संख्या

الأولى

فَقَالُوا: وَمَّا رَأَيْتَ؟.

قَالَ: رَأَيْتُ أَنَّ رَأْسِي قَدْ حُلِقَ، وَأَنَّ طَائِراً خَرَجَ مِنْ فَمِي، وَأَنَّ امْرَأَةً أَدْخَلَتْنِي فِي بَطْنِهَا، وَأَنَّ ابْنِي عَمْراً جَعَلَ يَطْلُبُنِي حَثِيثاً لَكِنَّهُ حِيلَ (١) بَيْنِي وَبَيْنَهُ.

فَقَالُوا: خَيْراً...

فَقَالَ: أَمَّا أَنَا - وَاللَّهِ - لَقَدْ أَوَّلْتُهَا:

أَمَّا حَلْقُ رَأْسِي فَذَلِكَ أَنَّهُ يُقْطَعُ...

وَأَمَّا الطَّائِرُ الَّذِي خَرَجَ مِنْ فَمِي فَهُوَ رُوحِي...

وَأَمَّا الْمَرْأَةُ الَّتِي أَدْخَلَتْنِي فِي بَطْنِهَا فَهِيَ الأَرْضُ تُحْفَرُ لِي فَأُدْفَنُ فِي جَوْفِهَا...

وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أُقْتَلَ شَهِيداً...

وَأَمَّا طَلَبُ ابْنِي لِي فَهُوَ يَعْنِي أَنَّهُ يَطْلُبُ الشَّهَادَةَ الَّتِي سَأَحْظَى بِهَا - إِذَا أَذِنَ اللَّهُ - لَكِنَّهُ يُدْرِكُهَا فِيمَا بَعْدُ.

***

وَفِي مَعْرَكَةِ ((اليمَامَةِ)) أَبْلَى الصَّحَابِيُّ الجَلِيلُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ أَعْظَمَ البَلَاءِ، حَتَّى خَرَّ صَرِيعاً شَهِيداً عَلَى أَرْضِ المَعْرَكَةِ.

وَأَمَّا ابْنُهُ عَمْرٌو فَمَا زَالَ يُقَاتِلُ حَتَّى أَثْخَنَتْهُ (٢) الجِرَاحُ وَقُطِعَتْ كَفُّهُ الْيُمْنَى فَعَادَ إِلَى المَدِينَةِ مُخَلّفاً عَلَى أَرْضِ ((اليمَامَةِ)) أَبَاهُ وَيَدَهُ.

***

وَفِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ، فَأُتِيَ

(١) حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ: وُضِعَ حائلٌ بيني وبينه فلم يدخل معي. (٢) أَثْخَنَتْهُ الجراح: أضعفته وأَوْهَنَت قواه.

33