وبالكوفة (1) قبر أمير المؤمنين على (صلوات الله عليه) ويقال أنه بموضع يلى زاوية جامعها وأخفى من أجل بنى أمية خوفا عليه وفى هذا الموضع دكان علاف ويزعم أكثر ولده أن قبره بالمكان الذي ظهر فيه قبره على فرسخين من الكوفة وقد شهر أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان هذا المكان وجعل عليه حصارا منيعا وابتنى على القبر قبة عظيمة مرتفعة الأركان من كل جانب لها أبواب وسترها بفاخر الستور وفرشها بثمين الحصر السامان وقد دفن فى هذا المكان [70 ب] المذكور جلة أولاده وسادات آل أبى طالب من خارج هذه القبة وجعلت الناحية مما (8) دون الحصار الكبير تربا لآل أبى طالب، والكوفة فى هذا الوقت وأعمالها وسوادها مضافة (9) الى ضمان مدينة السلام ومرفوعة أعمالها الى دواوينها وحضرت ارتفاع السواد سنة ثمان وخمسين وقد ضمنه (11) أيضا أبو الفضل وسائر طساسيج العراق دون زيادة الصنجة وحق بيت المال فكان ثلثين ألف ألف درهم، والقادسية مدينة على شفير البادية صغيرة ذات نخيل ومياه ويزرع بها الرطاب الكثيرة ويتخذ منه القت علفا لجمال الحاج وغيرها وليس للعراق بعدها من ناحية البادية وجزيرة العرب ماء يجرى ولا شجر، (8) ومدينة السلام محدثة فى الإسلام ابتناها أبو جعفر المنصور فى الجانب الغربى من دجلة وجعل حواليها قطائع لحاشيته ومواليه وأتباعه كقطيعة الربيع والحربية وغيرهما ثم عمرت وتزايدت فلما ملكها المهدى جعل معسكره فى الجانب الشرقى فسمى عسكر المهدى وتزايد بالناس والبنيان وكثرت عمارتهم وانتقل اسم الخلافة الى الجانب الشرقى ودار من بيده حال من اسم المملكة وعمل الى أسفل هذا الجانب بالمخرم (21) واستحدث الدار التى فى أسفلها للسلطان وليس بما وراءها بنيان للعامة متصل، وتتصل قصور السلطان وبساتينها من بغداذ الى نهر بين فرسخين على
पृष्ठ 240