सुकरात: वह आदमी जिसने सवाल करने की हिम्मत की
سقراط: الرجل الذي جرؤ على السؤال
शैलियों
الفصل الثاني
تلميذ قاطع الحجارة في أثينا
ربما كان أقريطون على صواب، وأن سقراط بدأ يفكر كما يفكر الفيلسوف، ويبحث عن معاني الأشياء، وهو لا يزال صبيا في المدرسة، كما اعتاد فيما بعد أن يعين الصبية الآخرين على التفكير وهم في هذه السن ذاتها تقريبا، معتقدا أنهم يكونون حينئذ على استعداد لذلك، وربما جاءت بداية سقراط بعد أيام الدراسة ؛ لأنه بالتأكيد لم يتجاوز الثالثة عشرة أو الرابعة عشرة حينما أخرجه أبوه من المدرسة.
ولم يأسف لذلك سقراط، فسيبقى معه حتى نهاية حياته بعض ما تعلم في المدرسة، وبخاصة قصائد الشعر في الأبطال القدامى، كما أنه أفاد من تعلمه المصارعة والعدو وما قام به من أعمال في ساحة اللعب، لقد أفاد من ذلك أيضا وإن لم يجعل منه رياضيا من الطراز المألوف، غير أن سقراط كان يعرف كيف يتعلم لا من المعلمين والمدربين فحسب ولكن من كل إنسان يقابله، وقد دأب على هذا اللون من التعلم - بطبيعة الحال - سواء أكان في المدرسة أم لم يكن بها.
وحان الوقت لسقراط - فوق ذلك - لكي يتعلم مهنة أبيه، وقد ولد لأب يشتغل نحاتا كما جاء في قصة قديمة يحتمل صدقها.
وعاش سفرونسكس على مستوى عال من النحت، وكان سقراط يأمل أن يحافظ على هذا المستوى، فهناك عمل كثير لصانع مدرب في الأشغال العامة الكبرى، مثل «الأسوار الطويلة» التي تم بناؤها، التي تصل ما بين أثينا والبحر، وفي النقوش الدقيقة للقوانين وغيرها من المدونات العامة (وكان سقراط يستطيع أن يكثر من هذا الضرب من العمل، ما دامت الديمقراطية المتزايدة في أثينا تحب أن تنشر مدوناتها حتى يراها الناس جميعا)، وبالطبع في المقاولات الخاصة كذلك، وبخاصة في شواهد قبور الموتى، وكانت أكثر أعمال سفرونسكس بطبيعتها بعيدة عن منزله مع العمال الآخرين، وقد أحب سقراط هذه العشرة، وإن يكن قد تعلم أيضا أن يعين أباه في بيته كذلك عاملا في فناء المنزل في بعض صغائر الأعمال.
وكان سفرونسكس يستعمل الرخام في أعماله الدقيقة، الرخام الناعم المتماسك الأبيض الشاهق الذي يقطع من محاجر جبل بنتلكس القريب، ويستخدم الأدوات عينها التي كان يستخدمها من قبل أبوه وجده، وهي المطارق المدببة للعمل الخشن أولا الذي يتعلق بشق الحجر، أما المثاقب، من أمثال المسامير الكبرى - المدببة أو المربعة الأطراف، فكانت تدق بمطارق حجرية ثقيلة، أما الأزاميل المقدسة أو ذات الأسنان في أطرافها فكانت تستخدم للعمل في تسوية السطوح ، كما تستخدم الخرامات لعمل الثقوب، وقد شهد سقراط أباه يستخدم كل ذلك مئات المرات، ثم تناولها بيديه وسنها وتعلم المنافع الخاصة لكل منها.
وظل سقراط - بطبيعة الحال - أمدا طويلا لا يستطيع أن يؤدي سوى المراحل الأولى من عملية النحت، فالرخام أثمن من أن يضيع سدى، فإذا اقتضى الأمر أكثر من تشكيل السطح تشكيلا بسيطا تولاه سفرونسكس، ووقف إلى جواره سقراط يناوله الآلات ويراقبه.
كان أبوه مرة - على سبيل المثال - يريد أن ينحت رأس أسد لنافورة، فتناول الكتلة المستديرة وأخذ يصورها، وكانت الضربة في أول الأمر تغوص في الحجر إلى عمق نصف بوصة، ثم أخذ يتناول الآلات الأدق فالأدق، واستخدم المثقب المربع والمثقب الحاد والأزميل المخلبي، وأخذت تظهر تدريجا تفصيلات الرأس؛ الفم ومن فوقه الأنف الأفطس والعينان المفترستان والمعرفة المتشابكة، واستطاع سقراط الآن أن يقدر المهارة والمعرفة المودعتين في هذا العمل، إن أباه قد استغرق السنوات الطوال لكي يحذق الضرب بالمطرقة ويحسن تناول الآلات، ولما سأل سقراط أباه كيف عرف الطريقة التي يضع بها أزميله وإلى أي عمق يضربه، حاول سفرونسكس جاهدا أن يبين له الجواب.
قال: «عليك بادئ ذي بدء أن ترى الأسد كامنا في الحجر، وتحس كأنه رابض هناك تحت السطح، وعليك أن تطلق سراحه، وكلما أحسنت رؤية الأسد، أحسنت معرفة أين وإلى أي عمق تشق الحجر، والعماد بعد ذلك بطبيعة الحال، على التمرين والتدريب.»
अज्ञात पृष्ठ