दुनिया का डिब्बा
صندوق الدنيا
शैलियों
ثم أطرق برهة فتردني إليها بسؤالها عني: ماذا بي؟
فأقول: «بي هذه الطبيعة التي تأبى إلا أن تخرج إلى الدنيا مثل هذا التشويه.»
فتقول: «لعل الفتاة سعيدة لا تفطن إلى عيبها.»
فأقول: «سعيدة؟ أتكونين أنت سعيدة لو كنت مثلها؟»
فتسري في بدنها رعدة خفيفة فأكر عليها بقولي: «بأي حق تمنحك الطبيعة كل ما حبتك من المفاتن وتسلب تلك المسكينة كل هذا الذي ضنت به عليها؟»
فتتهلل أسارير وجهها وتقول: «ولكن لعلها لا تكترث لذلك.»
فأقول جادا: «أين الفتاة التي لا تحفل أن تكون دميمة؟ تصوري ما لا بد أن يصيبها من الألم حين تراك؟»
فترفع عينها إلي وتحدق في وجهي لتقرأ فيه المعنى الذي أرمي إليه والذي يغالطها صوتي في حقيقته وأمضي أنا في حديثي فأقول: «إن كل ما جادت به الطبيعة عليك ينقصها ...» فتقاطعني وتقول: «ولكن ما ذنبي أنا حتى تحطم لي رأسي بها؟»
فأقول معتذرا: «هل ضايقتك بحديثها؟ إني آسف. ولكن هذه المناظر تستفز نفسي وتثير سخطي كأني وحش.»
فتقول: «ألا تظن أنك قد تفيء إلى السكينة والهدوء إذا تركتك وحدك؟»
अज्ञात पृष्ठ