दुनिया का डिब्बा
صندوق الدنيا
शैलियों
هو :
دفنتموه؟ هل تريد أن تقول إنه دفن دون أن تعلموا أحي هو أم ميت؟
أنا :
كلا. فما من شك أنه كان ميتا. (فضحك وقال: مات ودفن فماذا تريد؟ أظن أن المسألة واضحة جدا فماذا يحيرك فيها؟)
أنا :
أتظن أن المسألة واضحة؟ ربما. أما أنا فأخالفك.
هو :
لماذا؟
أنا :
لأني لا أدري إلى هذه الساعة أينا الذي مات أنا أم هو؟ أفهمت الآن؟ (فانطلق يقهقه كأنما كان في جوفه رعد مخزون وصبرت عليه حتى فرغت الذخيرة، ثم قلت له بلهجة غريبة مرعبة: «هل تستطيع إذا قصصت عليك القصة وأفضيت إليك بالسر أن تنبئني عمن يحدثك الآن، أهو المازني أم من كان ينبغي أن يكون خادمه وإن كان أخاه في الرضاعة؟») (فارتبك وبدت عليه دلائل الحيرة والدهشة وعلا وجهه السهوم. فاغتبطت وأقسمت لأزيدنه ارتباكا ولأطيرن من رأسه هذا الولع بتراجم الناس، فقلت: «اسمع يا صاحبي، لقد كان لمرضعتي طفل في مثل سني وكان شديد الشبه بي، وكان يلبس من ثيابي فيزيد الأمر بيننا اختلاطا، وما أكثر من كان يتوهم أننا توءمان، وكثيرا ما كان يقضي هذا الولد لياليه في غرفتي على أنه أنا، بينما أكون أنا نائما مع الخادمة، وهكذا نشأنا، فشببت أنا على أنني المازني وشب هو على أنه الخادم، وقد يكون الأمر على خلاف ذلك، وما يدريني ويدريك أن الأمر لم يختلط على ظئري وهي تغسلنا في الحمام؟ ولا أطيل. كبرنا نحن الاثنين، المازني وخادمه محمد، أو محمد وخادمه المازني، فما أدري الآن من أنا على التحقيق؟ كبرنا إذن وسرق الخادم مرة من الجار فحبس لذلك بضعة شهور لا أذكر عددها، وعسى أن يكون المازني هو الذي سرق وحبس خادمه، ربما، ولكن هذا لا قيمة له، فكثيرا ما كنت أنا أخطئ ويضرب خادمي عني، أو بعبارة أخرى ربما كانت أصح وأقرب إلى الحقيقة، كثيرا ما كان هو يخطئ وأضرب أنا عنه، هذا إذا ذهبنا نعتبر الخلط الذي لعله أصاب عنوانينا أو اسمينا.»)
अज्ञात पृष्ठ