وفتحت له قلبها، فحدثته عن ماضيها بصراحة غريبة: لي أم وخالة وأخوات، والرجل الوحيد الباقي لي عم في التسعين من عمره، لذلك لا أتوقع الذبح.
وكانت شيطانة منذ الصغر، وقد مات أبوها وهي في العاشرة فعجزت أمها عن تأديبها وتهذيبها ولم تستطع صدها عن الصبيان، ولم يجد معها الزجر ولا الضرب. - وعشقت شابا وأنا دون البلوغ حتى ضربت القرية بي المثل.
ثم وقعت الواقعة كالمتوقع. - وضربتني أمي، ولطمت خديها حتى سقطت على الأرض كالميتة.
ثم هربت مع شاب إلى الإسكندرية حيث ذهب لإتمام تعليمه، وسرعان ما تخلص منها بعد أشهر فوجدت نفسها وحيدة، ثم بدأت هذه الحياة، وقال باسما: أنت بنت صغيرة، ولكنك شيطانة كبيرة.
فقالت في مباهاة: وعشقني في الأزاريطة خواجا عجوز فاتخذني خادمة في الظاهر، وكانت له امرأة عجوز قعيدة الفراش! - لكنك لم تحسني الانتفاع بالفرص كأبلتك صاحبة القهوة!
فقالت ببساطة: أنا لا أطلب إلا الستر!
فضحك ضحكة عالية وقال لنفسه لعله من المفيد أن نصادف ما يقنعنا بأننا لسنا أبأس مخلوقات الله، وسألها: وما تنتظرين من المستقبل؟
فرفعت حاجبيها لحظات ثم غمغمت: ربنا كبير. - الظاهر أنك متدينة!
وابتسمت لنبرة السخرية في قوله ولاذت بالصمت، فقال: لكنك عفريتة باعترافك.
فأغرقت في الضحك وقالت: جاء وقت النوم، وهو خير من إتعاب الرأس بلا فائدة.
अज्ञात पृष्ठ