بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وعدله ورفعه على كثير ممن خلق بالتكريم ، وفضله وأمره بمكارم الأخلاق تزكية لنفسه التى خلقها فسواها حيث قال : {قد أفلح من زكاها وقدخاب من دساها (1)} وشرفه بمزية العقل ووهب له حلية الفضل ، و عرضه لبلوغ السعادة بإدراك الحق ، أحمده حمدا لا يغادر معروفاإلا استوفاه ، ولا يجاور مخوفا إلا نفاه ، وأصلى على رسوله محمد الذي أرسله بدين الحق القويم ، فدعا الناس أجمعين إلى صراط مستقيم ، وجاهد فى الله حق جهاده وقام بطاعته ، حتى وصفه في كتابه القديم فقال تعالى * وإنك لعلى خلق عظيم (7)} صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين له في مكارم أخلاقه وشيمه وآدابه ، والحمد لله الذي جعل بعد رتبة النبوة ، أشرف الرتب وأعلاها ، وأكرمها لديه وأنماها ، وأزلفها عنده وأحظاها رتبة الخخلافة ، إذا كانت عن الله عز وجل ورسوله صادرة ، وبأوامرهما وارده ، فنجم الحق منها ساطع الإشراق ، وتشهاب العدل واري الزناد في الآفاق ، والإسلام في ظلها ممتد الأفياء (2) و الظلال مشرق بنور بهائها في الغدر والآصال.
(وبعد) : فيان الذي بعث المملوك (4) على تأليف هذا الكتاب أمران :
(أما الأول) : فإنه وقف على كتاب مشجر (8) في حفظ صحة البدن مختصر، اولا خقاء على كل ذي فطانة ، ومن له أدنى نظر في العلوم الحقيقية ، أن النفس أشرف من البدن فمراعاتها إذا ، واصلاح أخلاقها الصادرة عنها ، وتزكيتها بالعلم والعمل من أهم الأسباب وأحرى بالتقديم عند ذوي الألباب .
पृष्ठ 35