अल-सुलूक फ़ी तबक़ात अल-उलमा व-अल-मुलुक
السلوك في طبقات العلماء والملوك
अन्वेषक
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
संस्करण संख्या
الثانية
ضلالتهم لقديمة أوحى الله إِلَى نَبِي اسْمه شُعَيْب كَانَ قومه يتعاطون معرفَة النُّجُوم وَإِدْرَاك المغيبات مر قَوْمك فيسألوا كهانهم وَأهل النُّجُوم فيهم عَن أَمر أُرِيد إحداثه فليخبروني مَا هُوَ فَسَأَلَهُمْ شُعَيْب عَن ذَلِك فَلم يأتوه بِعلم فَقَالَ يَا رب أَنْت أعلم أَنهم لم يهتدوا إِلَى مَا أَمرتنِي بِهِ فَتصدق عَليّ بتعريفه فَقَالَ إِنِّي أُرِيد أَن أَحول الْملك فِي الأذلاء وَالْحكمَة فِي أهل الْجفَاء وأحول الأحلام فِي الْفَدادِين وأبعث أعمى فِي عُمْيَان وَأُمِّيًّا فِي أُمِّيين وَأنزل عَلَيْهِ السكينَة وأؤيده بالحكمة بِحَيْثُ لَو يمر سراج لم يطفئه أَو على قصب الرعراع لم يسمع لَهُ صَوت وَقَالَ الْإِيمَان قَائِد وَالْعَمَل سائق وَالنَّفس بَينهمَا حرون فَإِذا قاد الْقَائِد وَلم يسق السَّائِق اتبعته النَّفس طَوْعًا وَكرها وطاب الْعَمَل وَسُئِلَ عَمَّا يَقُول بعد الطَّعَام فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أكرمنا وحملنا فِي الْبر وَالْبَحْر ورزقنا من الطَّيِّبَات وفضلنا على كثير مِمَّن خلق تَفْضِيلًا وَقَالَ مَكْتُوب فِي التَّوْرَاة من لم يدار عيشه مَاتَ قبل أَجله وَقَالَ فِي التَّوْرَاة الْأَعْمَى ميت وَالْفَقِير ميت واستشاره رجل فِي رجلَيْنِ خطبا ابْنَته وَقَالَ إِن أَحدهمَا من الموَالِي وَهُوَ ذُو مَال وَالْآخر من هَمدَان لكنه فَقير فَقَالَ لَهُ وهب زوج الْهَمدَانِي فَإِن الْأَمْوَال عوار تذْهب وتجيء والأحساب لَا تذْهب فَانْطَلق الرجل وأزوج الْهَمدَانِي وَكَانَ يَقُول فِي قَوْله تَعَالَى ﴿إِلَّا قَلِيل مِنْهُم﴾ مَا كَانَ أقل من الْعشْرَة فَهُوَ قَلِيل وَكَانَ إِذا دخل مَكَّة أَيَّام ابْن الزبير يُكرمهُ ويبجله ويجله وَإِذا دخل عَلَيْهِ فِي مَجْلِسه قَامَ لَهُ وَأَجْلسهُ مَعَه على سَرِيره لَا يفعل ذَلِك لأحد غَيره حَتَّى كَانَ رُؤَسَاء قُرَيْش وَمن يحضرهُ يحسدونه على ذَلِك ثمَّ إِن بعض أَعْيَان قُرَيْش طمح بتخجيل وهب بِأَن يكلمهُ بِشَيْء فِي مجْلِس ابْن الزبير لَا يُطيق الْجَواب عَنهُ فَقَالَ لَهُ أَيْن أمكُم وَكَانَ وهب لَا لحية لَهُ وَمعنى السُّؤَال إِنَّمَا أَنْت شَبيه بِالنسَاء فتساءل عَمَّا يسْأَل عَنهُ النِّسَاء فَأَجَابَهُ وهب مسرعا أمنا هَاجَرت وَأسْلمت مَعَ سُلَيْمَان لله رب الْعَالمين وَلَكِن أخبرنَا أَيْن أمكُم فَسكت الْقرشِي فَقَالَ قل فِي جيدها حَبل من مسد فَقَالَ ابْن الزبير للقرشي هَذَا وهب بن مُنَبّه سيد
1 / 102