अल-सुलूक फ़ी तबक़ात अल-उलमा व-अल-मुलुक
السلوك في طبقات العلماء والملوك
अन्वेषक
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
संस्करण संख्या
الثانية
وَفِي أَيَّامه قدم الْمعز بن الْقَائِم بن الْمهْدي من القيروان إِلَى مصر وابتنى الْقَاهِرَة وَجعلهَا دَار إِقَامَته ثمَّ لما دنت وَفَاته اسْتخْلف على أهل مذْهبه رجلا مِنْهُم يُقَال لَهُ يُوسُف بن الْأَشَج ثمَّ توفّي وَولي الْأَمر يَوْمئِذٍ الْحَاكِم فَكَانَ ابْن الْأَشَج يَدْعُو إِلَيْهِ ويبايع لَهُ سرا حَتَّى دنت وَفَاته واستخلف رجلا يُقَال لَهُ سُلَيْمَان بن عبد الله الزواحي من ضلع شبام وَكَانَ ذَا مَال جزيل يُدَارِي بِهِ وَيدْفَع عَن أهل مذْهبه وَكلما هم أحد من النَّاس بقتْله يَقُول لَهُ أَنا رجل من الْمُسلمين أَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله كَيفَ يحل لكم سفك دمي وَأخذ مَالِي فيمسكون عَنهُ وَلما دنت وَفَاته اسْتخْلف عَليّ بن مُحَمَّد الصليحي وَأَصله من الأخروج سبع من أَسْبَاع حراز
هَذَا مَا لَاق ذكره من الْمُلُوك من أول الْإِسْلَام إِلَى نَيف وثلثمائة
ثمَّ بعد ذَلِك نعود إِلَى أَخْبَار الْفُقَهَاء مَا قدمنَا من المئتين وَالثَّلَاث الْمَاضِيَة وَكَانَ مُعظم مَا ذكرت أهل عناية وتوفر على طلب علم الْأَحْكَام وَفقه كَلَام رَسُول الله ﷺ وَإِجْمَاع الْعلمَاء وَاخْتِلَافهمْ وَالِاحْتِيَاط لأَنْفُسِهِمْ فِيمَا يدينون الله رَبهم وَقل مَا فَاتَنِي من أهل هَذِه الصّفة كَانَ مَوْجُودا بِالْيمن فِي الْمدَّة الْمَاضِيَة وَفِي الْمُسْتَقْبلَة بِحَمْد الله وأنتهي بذلك إِلَى فُقَهَاء زَمَاننَا وأستوعبهم
ثمَّ أذكر بعد ذَلِك الْمُلُوك الْمُتَأَخِّرين من ذَلِك إِلَى عصرنا كَمَا ذكرت من كَانَ فِي المئتين وَالثَّلَاث الْمُتَقَدّمَة
وَاعْلَم أَن المئة الرَّابِعَة كَانَت فقهاؤها أعيانا
1 / 215