अल-सुलूक फ़ी तबक़ात अल-उलमा व-अल-मुलुक
السلوك في طبقات العلماء والملوك
अन्वेषक
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
संस्करण संख्या
الثانية
المذيخرة خرابا مُنْذُ ذَلِك إِلَى عصرنا
وَأما مَنْصُور فَهُوَ على الْحَال الْمُتَقَدّم لكنه كَانَ رَئِيسا لبيبا يحب المباقاة لم يبرح فِي جِهَة لاعة حَتَّى توفّي قبل ابْن فضل سنة اثْنَتَيْنِ وثلثمئة بعد أَن أوصى ولدا لَهُ اسْمه الْحسن ورجلا آخر من أَصْحَابه اسْمه عبد الله بن الْعَبَّاس الشاوري كَانَ خصيصا بِهِ وَكَانَ قد أرْسلهُ إِلَى الْمهْدي برسالة وهدية وَصَارَ عِنْد الْمهْدي مِنْهُ صُورَة وَمَعْرِفَة وَذَلِكَ أَن منصورا لما أحس بِالْمَوْتِ جمع بَينهمَا وَقَالَ أوصيكما بِهَذَا الْأَمر فاحفظاه وَلَا تقطعا دَعْوَة بني عبيد بن مَيْمُون فَنحْن غرس من غروسهم وَلَوْلَا مَا دَعونَا إِلَيْهِ من طاعتهم لم يتم لنا مُرَاد وَعَلَيْكُم بمكاتبة إمامنا الْمهْدي فَلَا تقطعا أمرا فِي مشاروته فَإِن هَذَا الْأَمر لم آخذه بِكَثْرَة مَال وَلَا رجال وَلم أصل هَذِه الْبِلَاد إِلَّا بعصا وَبَلغت مَا لم يخف ببركة الْمهْدي الَّذِي بشر بِهِ النَّبِي ﷺ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يَقُول ذَلِك فِي مَلأ من النَّاس ثمَّ لما توفّي مَنْصُور كتب وَصِيّه الشاوري إِلَى الْمهْدي وَهُوَ مُقيم بالمهدية لم يبرح يُخبرهُ بوفاة مَنْصُور وَترك أمرالدعوة مرجى حَتَّى يرد أمره وَأعلم الْمهْدي بِأَنَّهُ يقوم بِأَمْر الدعْوَة قيَاما شافيا وافيا دون أَوْلَاد مَنْصُور وَبعث بِالْكتاب مَعَ بعض أَوْلَاد مَنْصُور فَسَار بِهِ حَتَّى قدم المهدية وَدفع الْكتاب إِلَى الْمهْدي فَلَمَّا قَرَأَهُ وَكَانَ قد عرف الشاوري من وَقت قدم عَلَيْهِ برسالة مَنْصُور وَأَنه مكمل الدعْوَة وخشي عجز أَوْلَاد للشاوري بالاستقلال وَعَاد ولد مَنْصُور خائبا فَعَاد الْبِلَاد وَهُوَ مُضْمر الشَّرّ فأوصل جَوَاب الْمهْدي إِلَى الشاوري وَصَارَ هُوَ وأخوته يواصلونه وَهُوَ يكرمهم ويبجلهم وَلَا يحجب أحدا مِنْهُم بل يدْخلُونَ مَتى شَاءُوا من غير حَاجِب ثمَّ إِن الَّذِي وصل من الْمهْدي دخل عَلَيْهِ فِي بعض الغفلات فَقتله وَاسْتولى على الْبِلَاد
وَلما صَار مستوليا جمع الرعايا من أنحاء بَلَده وأشهدهم أَنه قد خرج إِلَى مَذْهَب
1 / 213