अल-सुलूक फ़ी तबक़ात अल-उलमा व-अल-मुलुक
السلوك في طبقات العلماء والملوك
अन्वेषक
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
संस्करण संख्या
الثانية
يصرف فِي جَرّه شَيْئا من مَال السُّلْطَان وَلَا من مَال حرَام وَلَا شُبْهَة ثمَّ وَقفه على الْمُسلمين وببركة ذَلِك هُوَ مُسْتَمر إِلَى عصرنا سنة أَربع وَعشْرين وسبعمئة
وَبنى مَسْجِدا بِصَنْعَاء عِنْد سوق اللسانين قَالَ الرَّازِيّ أَدْرَكته خرابا قَالَ كَانَ هَذَا مُحَمَّد بن خَالِد كثير الصَّدَقَة فِي جَمِيع أَحْوَاله بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا ركب حمل الدَّرَاهِم فِي كمه وكل من سَأَلَ شَيْئا أناله وَكَانَ فِي إصْلَاح الطَّرِيق إِلَى مَكَّة أَمَان وَعمارَة وَكَانَ شَدِيد التفقد على الرّعية
يحْكى أَنه خرج يَوْمًا إِلَى سَواد صنعاء فَوَافى أَهله وَعَلِيهِ ثِيَاب الصُّوف الْأسود الَّتِي تسمى شمالا وظنهم سؤالا فَقَالَ لخدمه تصدقوا على هَؤُلَاءِ الْمَسَاكِين فَقيل لَهُ هَؤُلَاءِ الرّعية الَّذين تَأْخُذ مِنْهُم الْأَمْوَال فَقَالَ مَا يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ مِنْهُم شَيْء ثمَّ إِنَّهُم بطروا وأرادو الْخُرُوج عَلَيْهِ
وَأما أهل تهَامَة خُصُوصا عك فَخَرجُوا عَن طَاعَته فَكتب إِلَى الرشيد يشكوهم فَبعث مَكَانَهُ مَوْلَاهُ حَمَّاد الْبَرْبَرِي وَقَالَ لَهُ أسمعني أصوات أهل الْيمن فَلَمَّا قدم عاملهم بالعسف والجبروت وَقتل من رُؤَسَائِهِمْ جمَاعَة وشرد جمعا فِي الْبِلَاد حَتَّى دانوا وأطاعوا بالخراج الْمُعْتَاد وَزِيَادَة عَلَيْهِ مَا أَرَادَهُ وَأمنت الطّرق فِي أَيَّامه أَمَانًا لم يكد يعْهَد مثله حَتَّى أَن الجلب كَانَ يسير من الْيَمَامَة إِلَى صنعاء لَا يَخْشونَ عاسفا وَمن جُمْلَتهمْ يصلونَ بالأغنام فِي عنق كل شَاة مخلاة مَمْلُوءَة تَمرا فتبتاع بالرخص وأخصب الْيمن فِي أَيَّامه خصبا لم يعْهَد ورخصت الأسعار غير أَن النَّاس تعبت مِنْهُ من شدَّة العسف فَلَمَّا حج مِنْهُم من حج شكوه إِلَى الرشيد فِي بعض حجاته فَلم يشكهم وأغلظوا على الرشيد الْكَلَام فَلم يجبهم حَتَّى أَنهم قَالُوا إِن كَانَ لَك بحماد طَاقَة فاعزله عَنَّا فَلم يلتف وَلم يزل حَمَّاد على الْيمن حَتَّى توفّي الرشيد وَذَلِكَ مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين ومئة
فَقَامَ بِالْأَمر بعده ابْنه الْأمين مُحَمَّد باستخلافه لَهُ فَلبث حَمَّاد على الْيمن سنة
1 / 187