सुल्तान मुहम्मद फतेह
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
शैलियों
أصبح إسكندر بك من أقوى خصوم الأتراك، ومن أشدهم حقدا، وهو يشبه في هذه الناحية هونيادي المجري، كما يشبهه في ذكائه العسكري ومقدرته على قيادة الرجال، وأصبح مثله زعيما قوميا. كان إسكندر بك الزعيم الوطني الألباني الوحيد. لقد التف حوله الزعماء الألبانيون كما التف الزعماء المجريون حول هونيادي. ولقد أيدته في خصومته للأتراك دولة البندقية ودولة نابلي.
لقد حارب إسكندر بك العثمانيين مرارا وهزمهم ومنعهم من أن يسيطروا على ألبانيا سيطرة تامة، ولكنه لم يستطع اتخاذ خطة الهجوم أو محاربة العثمانيين في السهول.
ولكن السلطان محمد الفاتح ما كان يستطيع أن يقبل تفوق إسكندر بك في ألبانيا، فيحاول أن يستفيد من الحزازات الموجودة بين الزعماء الألبانيين، وهزمهم هم وحلفاؤهم من نابلي. ولكن إسكندر بك نجح في إثارة الألبانيين وعقد صلحا مع الأتراك ثم نقضه؛ لأن البابا وعده بالمساعدة فحارب الأتراك إلى أن اضطر إلى أن يرحل إلى روما يطلب المساعدة والعون، ولكنه مات في أوائل سنة 1468م، وبذا استطاع الأتراك أن يخضعوا بقية ألبانيا بسهولة.
لقد كلف إسكندر بك الأتراك غاليا في الفتح، وإذا كان قد نجح في شيء فلقد نجح في تأخير فتح ألبانيا، وأوقف مد التيار التركي العنيف الذي ربما كان اكتسح إيطاليا.
بعد موت إسكندر بك سيطر السلطان محمد الثاني على ألبانيا تماما وطرد البندقية من مملكاتها الساحلية فبدأ انكماشها واضمحلالها.
فتوحات السلطان الفاتح في آسيا
وأما في آسيا فلقد كان نجاح السلطان محمد الثاني تاما. فاستطاع أن يقضي على بقايا الإغريق في آسيا الصغرى، فاستولى على سينوب وطربزون. وكان لطربزون إمبراطور إغريقي ليست له إلا المدينة وضواحيها فحاول تقوية مركزه بالاتفاق مع أوزون حسن الذي كان يسيطر على بعض أجزاء من أرمينيا والعراق وفارس. ولكن لما علم أوزون حسن بمجيء السلطان بجيش كبير طلب السلام وترك الإمبراطورية الإغريقية في آسيا الصغرى لتلقى مصيرها المحتوم. فلقد توجه السلطان إلى المدينة وحاصرها برا وبحرا، وبعد فترة صغيرة سلمت المدينة في سنة 1461م وبذا تلاشت دولة الإغريق نهائيا في آسيا الصغرى، وأصبح الأناضول تركيا إسلاميا لا سيطرة فيه للإغريق إلا في فترة صغيرة تلت الحرب الأوروبية الكبرى الأولى.
وأصبح للعثمانيين السيطرة التامة على بحر مرمرة وبحر الأرخبيل والبحر الأسود، وخاصة بعد أن أرسل السلطان الصدر الأعظم لفتح بلاد القرم وتم له ذلك.
وأما فيما يختص بإمارة قرمان ففي سنة 1463م مات أمير هذه البلاد، وكان يدفع الجزية للسلطان محمد الفاتح. وترك أبناء سبعة، اختلفوا فيما بينهم على وراثة الحكم، فتدخل السلطان وقضى قضاء مبرما على استقلال هذه الإمارة في سنة 1471م. وبذا أصبحت الأناضول عثمانية وانتهت نهائيا بقايا النظام السلجوقي القديم.
ولكن حدود العثمانيين الشرقية ما كانت آمنة؛ أولا: لغزو جنود التتار، ثانيا: لعداوة أوزون حسن السابق الذكر للعثمانيين؛ فلقد حاول هذا الرجل نهب البلاد الواقعة على الحدود الشرقية، وفعلا نجح في ذلك وفي إحراق بعض المدن الأخرى، وهاجم قرمان، فقابله الأمير مصطفى بن محمد الفاتح، وأسر قائد الغزاة، وكبله بالحديد وأرسله إلى أبيه، وقامت وقائع أخرى كان النصر فيها حليف الأتراك أيضا. وحاول أوزون حسن هذا - وقد أحس بالخطر على بلاده - فتح باب المفاوضات مع رودس والبندقية، وطلب منهما إمداده بالمدافع وبعض رجال المدفعية، وفعلا أنجدته البندقية فعاد إلى غزو الحدود العثمانية، ولكن قواته دحرت، وهرب هو من ميدان القتال بحياته، فعاد إلى الحدود الشرقية أمنها وسلامها.
अज्ञात पृष्ठ