सुल्तान मुहम्मद फतेह
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
शैलियों
ولقد حاول المؤلف في هذا الكتاب أن يصف حياة هذه الشخصية العظيمة وأن يلم إلمامة موجزة بالعصر وحوادثه.
ويقدر الكاتب كل التقدير فضل أستاذه المؤرخ الكبير حضرة صاحب العزة محمد شفيق غربال بك، فهو الذي وضع أساس هذه الدراسات في الجامعة، وهو مدين بالشكر الجم للمساعدة الحقيقية القيمة التي تفضل بتقديمها الأستاذ إبراهيم صبري مدرس اللغة التركية بجامعة فاروق الأول؛ فلقد زود الكاتب بكثير من المعلومات الطيبة، وترجم له النصوص التركية الشعرية والنثرية. ولا ينسى الكاتب كرم الأستاذ صاحب الفضيلة الشيخ إبراهيم حلمي القادري بالإسكندرية لتفضله بوضع مخطوطاته القيمة ومراجعه الثمينة في التاريخ العثماني تحت تصرفه، كما يشكر زميليه الأستاذين عبدالمحسن الحسيني وجمال الدين الشيال للمساعدة التي تفضلا بتقديمها له.
الإسكندرية في سنة 1948م
مقدمة
تضعضعت قوى الإسلام في الشرقين الأدنى والأوسط منذ القرن الحادي عشر الميلادي، وأصبح الخليفة العباسي في بغداد - سليل المنصور وهارون الرشيد - لا حول له ولا طول، وتفككت الدولة الإسلامية وانحلت أمورها وتوالت عليها الكوارث من كل جانب.
ولكن بقي اسم العباسيين في بغداد رمزا لمجد قديم، وعز لا يبارى، وملك وارف الظلال، إلى أن زال ذلك الرمز وامحى ذلك العز نهائيا من على ضفاف دجلة والفرات حين قدم التتار إلى بغداد مدمرين مخربين، وجعلوا من دار السلام ومدينة المنصور وحاضرة العباسيين خرابا بلقعا، في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي.
زالت أعظم دولة إسلامية تنتسب إلى أصل عربي صميم، ودكت معالم حضارة ازدهرت فأفادت العالم أجمع، وضاع مجد لم تعرف له العراق مثيلا إلا في عهد الأكاسرة الساسانيين. •••
وفي الوقت الذي كانت فيه قوى الإسلام تنحل من الناحيتين السياسية والحربية وتوشك على الانهيار في الشرقين الأدنى والأوسط، كانت قوى الإسلام في الغرب في الأندلس تتلاشى رويدا رويدا أمام قوات المسيحية، فكان الإسلام وكانت دار الإسلام مهددين بخطرين عظيمين لا يبقيان من ناحيتين شرقية وغربية، من ناحية التتار ومن ناحية المسيحية، ولو اتفق الاثنان ووحدا قواتهما لقضي على الإسلام .
ولكن لحسن حظ الإسلام والعالم أن خصميه العتيدين في ذلك الوقت لم يتفقا، وإن كانا قد حاولا الاتفاق، ولم يحظ واحد منهما بنجاح حقيقي دائم، وإن كان قد ظهر للبشر جميعا في حين من الدهر أن قوة الإسلام ووحدته الدينية ستصبحان كأمس الدابر، لا سيما وأنه في ذلك الوقت الذي تحقق فيه العالم من ضعف الإسلام، هاجمت أوروبا ديار الإسلام بقوتها وزهرة شبانها وأقوى محاربيها ونوابغ فرسانها وكبار صليبييها. •••
كاد الإسلام يسقط أمام هذه القوات الثلاث التي هددته من كل جانب، ولكن ظهرت في الإسلام قوات فتية ذات حيوية فائقة ستنقذه، وتشيد مجده من جديد وترفع ذكره. هذه القوات الجديدة هي قوات الأتراك السلاجقة، وقوة مصر الإسلامية الأيوبية والمملوكية، وقوة المغرب الأقصى.
अज्ञात पृष्ठ