सुल्तान मुहम्मद फतेह
السلطان محمد الفاتح: فاتح القسطنطينية
शैलियों
ولكن غضب السلطان في ذلك الوقت لم يكن يعرف حدا، فعاقبه أشد عقاب، فأمر بجلده وانتزاع أملاكه ونزعه من منصبه .
وليكن مجيء هذه السفن المحملة بالمؤن جعل أهل القسطنطينية يظنون أن ذلك مقدمة لمدد آخر آت في الطريق أو على وشك المجيء، ولكن هذه الآمال لم تحقق فلم يظهر أي أسطول آخر.
هذه الهزيمة التي لحقت بالأسطول العثماني زادت في تصميم السلطان محمد الثاني وعزمه على الانتقام، فزاد ضرب المدافع للمدينة إلى درجة أصبح دويها يصم الآذان، وإلى حد أن أحدث تلفا كبيرا بالأسوار وخاصة من ناحية باب القديس رومانوس. وفي هذه الأثناء كان السلطان يجري تجربة على جانب عظيم من الأهمية، وكان أهل القسطنطينية قد ظنوا أن السلطان سيقوم بهجوم عام على مدينتهم، ولكن التجربة التي كان يقوم بها محمد الثاني سيكون لها أثر كبير في سقوط المدينة الحصينة.
وإذا كانت محاولة الأسطول العثماني اقتحام مدخل القرن الذهبي لم تنجح فلا بد في نظر السلطان من تجربة يستطيع بها تحاشي الاصطدام بالسفن الموجودة في فم الميناء. ففكر في نقل جانب كبير من أسطوله عن طريق البر من وراء غلطة وبيرا من البوسفور إلى داخل القرن الذهبي.
فقد جمع السلطان الأخشاب اللازمة، وعمل حسابا للدفاع عن المشروع إذا حاول أهل القسطنطينية عرقلته؛ فمهدت الأرض أولا، ووضع الخشب بطريقة يسهل عليها انزلاج السفن وجرها. وكان أصعب جزء في المشروع هو نقل السفن على انحدار التلال المرتفع. ولكنا يجب أن نلاحظ أن السفن العثمانية كانت بصفة عامة صغيرة الحجم خفيفة الثقل نسبيا.
تم المشروع بسرعة قبل أن يستطيع البيزنطيون التدخل والعمل على إتلاف السفن، فالسلطان قد أخذ حذره تماما ولم يترك شيئا للظروف. ولذا في 22 أبريل نجح السلطان في نقل حول سبعين سفينة من البوسفور إلى القرن الذهبي.
وكان هذا العمل عظيما بالنسبة للعصر، بل معجزة من معجزاته في سرعة التنفيذ. ولو أن فكرته ليست من خلق السلطان محمد الثاني؛ فهي فكرة قديمة استخدمت في الماضي، ولكن تطبيقها وتنفيذها بهذه السرعة وبهذه الدقة يدل بلا شك على عقلية ممتازة ونفس واعية تستطيع الإحاطة بتفاصيل الأشياء، وهمة عظيمة، وإرادة فولاذية وعزيمة صادقة، ونشاط متدفق لا يعرف الكلل والملل، ثم إلهام الناس بالطاعة التامة والتضحية بكل ما تمتلك النفس من عزيز. وكان المحاصرون في مدينة القسطنطينية أكثر الناس تقديرا لذلك العمل الأجل واهتماما، فما كان يستطيع التصديق به إلا من رآه، فلقد كان منظر هذه السفن تسير وسط الحقول كما لو كانت تمخر عباب البحر من أعجب المناظر وأكثرها إثارة للدهشة.
وأعجب من هذا سرعة نقل هذه السفن على منحدر الجبل؛ مما يدل على كثرة الأيدي العاملة التي كانت تقوم بتنفيذ ذلك المشروع الضخم وحماسها ونشاطها. لقد تم كل ذلك في ليلة واحدة! وبهذا أصبح القرن الذهبي تحت رحمة مدافع زغنوس باشا. والفضل في ذلك للمهندسين الأتراك؛ فلقد شهد معاصروهم حتى من الأجانب بمواهبهم ومقدرتهم الممتازة.
وفي أثناء نقل الأسطول العثماني عبر البر لم تقف المدافع العثمانية لحظة عن الضرب حتى لا تحاول السفن الإغريقية الراسية في الميناء التحرك لمهاجمة السفن العثمانية الهابطة في القرن الذهبي.
ولا يمكن تقدير الذعر في مدينة القسطنطينية حين ظهر الأسطول التركي في القرن الذهبي؛ فكان من الضروري تحصين جبهة القرن الذهبي وترميم الأسوار الخربة، ووضع من يقومون بالدفاع عنها، وخاصة وأن هذه الجهة كانت موطن الضعف في المدينة؛ إذ من هذه الجهة استولى الصليبيون عليها في سنة 1204.
अज्ञात पृष्ठ