============================================================
الحمدلة بناءا على أن المراد بالحمد في الحديث معناه بأي لفظ كان وبه أجيب عن مالك(1) وغيره من المصنفين كابن الحاجب(14، وفي البيت براعة الاستهلال ومعناها عند أهل البلاغة أن يذكر المؤلف في طالعة كتابه ما يشعر بمقصوده وتسمى بالألماع، (والحجا) العقل وبالله أستعين: و ط عنهم من سماء العقل عل حجاب من سحاب الجهل (وحطا معطوف على أخرج والضمير يعود على أرباب الحجا، وسمي العقل سماء مجازا لكونه محلا لطلوع شمس المعارف المنيرة. كما أن السماء محل لظهور شمس الإشراق الحسية وعلى الجهل أيضا سهابا مجازا لكونه يحجب العقل عن الإدراكات المعنوية، كما أن السحاب يحجب النظر عن مطالعة الشمس الحسية، هذا وجه المشاكلة بينهما، فإن قلت: آن السحاب أمر وجودي، والجهل آمر عدمي إذ هو نفي العلم وتشبيه الوجودي بالعدمي غير سديد فلا مشاكلة إذا بينهما.
قلت: سقوط هذا السؤال لا يخفى على كل ذي بال إذ لا نسلم أن الجهل أمر عدمي بل هو أمر وجودي بدليل أن الإنسان أي الروح قبل حجبه بالحجاب الناشىء عن التراب، كان مدركا كالدقائق والمعاني وهو الأصل (1) مالك هو: أبو عبدالله مالك بن آنس الأصبحي إمام دار الهجرة وصاحب المذهب المالكي ولد سنة 95ه أخذ الفقه عن ربيعة الرأي فقيه أهل المدينة وكان مالك بن أنس ورعا تقيأ إذا أراد أن يحدث توضا من مؤلفاته الموطا ورسالة في الوعظ وكتاب المسائل توفي سنة 179ه انظر تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان ج1 ص 152 دار الفكر بيروت لبنان.
(2) ابن الحاجب هو: عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس ويلقب بجمال الدين ويكنى بابي عمرو وشهرته ابن الحاجب كان أبوه حاجبا للأمير عز الدين يوسف الضلاحي فعرف ولده بذلك اشتغل بالقرآن العظيم ثم بالفقه على مذهب الإمام مالك ولد سنة 570 من مؤلفاته : الكافية في النحو والمقصد الجيل في العروض والأمالي في النحو ومنتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل وغيرها توفي سنة 646 انظر الفتح المبين في طبقات الأصوليين لعبدالله مصطفى المراغي ح الثاني ص 67 مطبعة المشهد الحسيني القاهرة، وانظر أصول الفقه تاريخه ورجال شعبان محمد إسماعيل ص 244.
مطبعة دار المريخ الرياض
पृष्ठ 32