============================================================
أي من القياس قسم يسمى بالقياس الاستثنائي وهو المعروف بالشرطي لكونه مركبا من قضايا شرطية وهو المشتمل على النتيجة أو نقيضها بالفعل نحو: لو كان النهار موجودا لكانت الشمس طالعة، ولو لم يكن النهار موجود لما كانت الشمس طالعة، والنتيجة في الأخير ونقيضها في الأول مذكوران بالفعل، وقولنا: (بالقوة) احترازا من الاقتراني وقد تقدم، وقولنا: (ومنه) معطوف على منه المتقدم.
اعلم أن المتصل إما أن يستثني عين مقدمه أو نقيضه أو نقيض التالي أو عينه فاستثناء عين مقدمه ينتج عين تاليه نحو كلما كانت الشمس طالعة فالنهار موجود لكن الشمس طالعة فالنهار موجود واستثناء نقيض تاليه يستلزم نقيض مقدمه نحو قوله تعالى: الو كان فيهما عالهة}(1).
واما عكس هاتين الصورتين وهما استثناء نقيض المقدم أو عين التالي فلا يلزم فيهما انتاج لاحتمال أن يكون التالي أعم من مقدمه إذ يلزم من ثبوت الأخص ثبوت الأعم ومن نفي الأهم نفي الأخص بخلاف العكس فإذا قلت: مهما كان هذا إنسانا فهو حيوان، فلا يلزم منه لكنه حيوان فهو إنسان فليس بحيوان لما تقدم وإلى هذا أشرنا بقولنا: فان يسك الشرطي ذا اتصال أنتج وضع ذاك وضع التالي ورفع تال برفع أولى ولا يلزم في عكسهما لما انجلى يعني إن كان الشرطي متصلا أنتج وضع مقدمة أي ثبوته وضع تاليه وقولنا وضع ذاك إشارة إلى المقدم بدليل ذكر التالي ورفع تاليه ينتج رفع مقدمه بخلاف العكس فلا يلزم فيهما إنتاج وتقدمت الأمثلة، وقولنا: (لما انجلى)، إشارة إلى الفرق بينهما وهو التعليل المذكور قبل، قاللام للتعليل وحيث لم يكن التالي أعم بل تساويا لزم من ثبوت هذا ثبوت هذا والعكس، وإنما كان كذلك الخصوص المادة لا لخصوص صورة الدليل: تتبيه: حيث يستثني عين المقدم فاكثر ما يستعمل في الشرطية بلفظ (1) الآية 22 سورة الأنبياء.
पृष्ठ 103