चुनिंदा पत्र यूनानी प्रतिनिधित्व कविता से
صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان
शैलियों
يدل ما قدمناه على أن حفلات التمثيل كانت دينية قبل كل شيء؛ أي إن اليونان كانوا يعبدون آلهتهم حين يمثلون أو يشهدون التمثيل، ولم تكن هذه الصفة الدينية لتمنعهم أن يلهوا ويلعبوا، أو أن يلذوا ويطربوا، فقد كانت ديانتهم سمحة سهلة حظها من الشعر عظيم، فكانوا يقاسمون آلهتهم لذاتهم وآلامهم، وربما انفردوا دونهم بالحظ الأعظم منها، فقلما كانوا يضحون للآلهة إلا أكلوا معظم ضحاياهم ولم يقدموا إليهم منها إلا الشيء القليل.
هذه الصفة الدينية التي حملت الحكومة على الاعتراف بالتمثيل حملتها على العناية بتدبيره والإنفاق عليه، فكان التمثيل في حقيقة الأمر إجلالا وتكرمة ترفعهما الدولة في كل سنة إلى الإله.
كعادة اليونان في جميع حفلاتهم اتخذت المسابقة قاعدة لتنظيم التمثيل. فكان الشعراء الممثلون يقدمون إلى رئيس معين من رؤساء الحكومة هو الأركنتوس الذي كان يعطي اسمه للسنة ما كان يريد أن يمثل من قصة. ولم يكن بد لكل شاعر يريد أن يشترك في هذه المسابقة من أن يقدم قصصا ثلاثا وقصة رابعة قصيرة يحافظ فيها على النظام التمثيلي القديم: من ارتداء الجوقة جلود المعز ومن حرية التعبير واستعمال ألفاظ وجمل وحركات قد لا تبيحها الآداب العامة.
فإذا قدم الشعراء ما لديهم إلى هذا الأركنتوس اختار منهم ثلاثة هم الذين توضع قصصهم موضع البحث والانتحال. ودفع لهؤلاء الشعراء أجرا يتفق معهم عليه بعد مساومة ومشادة، والدولة هي التي كانت تدفع هذا الأجر. وكانت العادة أن تنتخب كل قبيلة فردا من سراتها وأغنيائها ليقوم بما بقي من تنظيم حفلة التمثيل. يكلف ذلك ثلاثة في كل عام.
فكان كل فرد من هؤلاء الأفراد يكلف تنظيم التمثيل لواحد من الشعراء، فيختار الجوقة ويختار لها المعلمين والملقنين ويكسوها ويشتري ما تحتاج إليه من آلة، ينفق على هذا كله من ماله، حتى إذا ما جاء ميعاد التمثيل ازدحم الناس في الملعب ولم يكن بد من أن يشهد التمثيل جميع أفراد الشعب على اختلاف طبقاتهم، فمن منعه فقره وإعدامه من ذلك فعلى الدولة أن ترزقه أجر دخوله إلى الملعب.
كان هذا الملعب في أثينا قد أقيم على منحدر تل صغير نحتت في صخره مجالس للناس مدرجة في شكل نصف دائرة. وقد خصصت صفوفهم الثلاثة السفلى لمن أريد تشريفهم: يجلس في أولها القسس والكهنة محيطين بقسس ديونوزوس الذي كان يقام التمثيل إكراما له. هذا المدرج كان يسميه اليونان «ثيانرون» أي «موضع النظر».
دون هذا المدرج كانت تنبسط أرض سهلة ممهدة في شكل نصف دائرة أيضا، كان اليونان يسمونها أركسترا أي «موضع الرقص» وفي وسط هذه الأرض كانت تقوم مائدة الآلهة تطوف بها الجوقة راقصة متغنية محاورة، ثم يرتفع فيما دون هذا المرقص أمام النظارة حائط هو الذي يسمى المنظر ، عليه يمثل ما كان يراد تمثيله من الصور والمناظر. وأمام هذا الحائط يمتد مرتفع ضيق مستطيل كان يقوم عليه الممثلون يصلون إليه من باب قد شق في وسط الحائط.
يفد الناس إلى الملعب منذ آخر الليل ويبدأ في التمثيل مطلع الشمس فتدخل الجوقة صفوفا يتقدمها رئيسها، ثم يظهر الممثل، وكان في أول الأمر واحدا كما قدمنا، ثم أصبح اثنين ثم ثلاثة، ولم يتجاوز الممثلون هذا العدد. وكان من الحق على الشاعر مهما كثرت أشخاص قصته أن يقسمها بين هؤلاء الممثلين، فكان أحدهم ربما مثل شخصا أو شخصين أو أكثر من ذلك وكان يمثل الرجل والمرأة لا يتغير في هذا إلا الزي؛ فإن المرأة لم يكن يسمح لها أن تشترك في التمثيل.
يظهر الممثل وقد اتخذ من الأزياء ما يلائم مكانه من القصة، وكانت العناية شديدة بأن يمثل هذا الزي صاحبه جليلا وقورا، تراه الأعين فتهابه ويشعر الناس حين يرونه بكل ما يملأ قلوبهم من جلال الأبطال.
كان ممثل التراجيديا يتخذ نعالا عالية ترفع قامته وتباعد ما بينه وبين الأرض، وثيابا ضافية فضفاضة، ونقابا يرسم صورة الشخص الذي يريد أن يمثله. ومع أن هذا النقاب كان يحول بين الممثل وبين ما كان يود أن يظهر الجمهور عليه من حركات وجهه وتشكله بما يلائم أحواله المختلفة من الأشكال المتباينة، فقد كان يستطيع بواسطة اللحظات ونبرات الصوت وحركات اليدين وسائر أعضاء الجسم أن يبلغ من نفوس النظارة ما يريد من تأثير.
अज्ञात पृष्ठ