सुहबा व सहाबा
الصحبة والصحابة
शैलियों
أقول: وفي كلام الحافظ نظر ظاهر، فسورة النصر نزلت قبل فتح الحديبية كما أن (لا هجرة بعد الفتح) وإن قالها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة لمناسبات اقتضت ذلك، إلا أن قولها يوم فتح مكة لا يمنع أن يكون المراد منها (لا هجرة بعد فتح الحديبية) للأسباب والأدلة التي ذكرناها سابقا.
فالفتح إما أن يكون فتح الحديبية، أو يكون ممتدا إلى فتح مكة فيكون فتح خيبر داخل في الفتح الأعظم الممتد من الحديبية إلى مكة.
لكن الذين قدموا بعد فتح مكة إلى المدينة كالطلقاء والوفود ليسوا مهاجرين بالاتفاق، ومع ذلك قد نجد بعض المصنفين يطلق القول بأن فلانا هاجر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنة تسع أو سنة عشر! وهذه لا يقصد منها الهجرة الشرعية أو أن هؤلاء من المهاجرين ولكن يقصد مطلق كلمة (هاجر) من حيث الاستعمال اللغوي العام الذي يعني مجرد القدوم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسلما.
إذن ينبغي لطالب العلم أن يفرق في الاستخدامات المختلفة للفظة الواحدة، فما كل من صحب صاحبا ولا كل من هاجر مهاجر، ولا كل فرد من الأنصار أنصاري.
وعلى افتراض أن الفتح هنا غير محدد وأننا لا نعرف هل هو فتح الحديبية أو فتح مكة، فإنه إذا كان المراد فتح الحديبية فستكون هذه الآية شاملة المهاجرين والأنصار (من أنفق من قبل الفتح وقاتل)، وتفضلهم على من جاء بعدهم إلى فتح مكة فقط، فلا يدخل في المتفاضلين الطلقاء، ولا العتقاء، ولا غيرهم؛ ممن لم يقاتل ولم ينفق في هذه الفترة (في فترة ما بين الفتحين)؛ لأن سورة الحديد نزلت قبل فتح مكة، وعلى هذا فالمسلمون بعد فتح مكة خارج دائرة المفاضلة فلا يشملهم هذا التفاضل، إذ هي مقيدة بزمن نزولها.
पृष्ठ 86