सुहबा व सहाबा
الصحبة والصحابة
शैलियों
فالأربعة الأولون مثلا حاربوا عليا وعمارا وعشرات البدريين ومئات الرضوانيين الذين كانوا مع علي في خلافته وشتموهم، وهؤلاء وأمثالهم ممن أساء للسابقين يخرجون من (حسن الصحبة) و(حسن الاتباع) حتى وإن ترجم لهم العلماء في تراجم الصحابة وأثبتوا صحبتهم العامة، بل إن حرقوص بن زهير ذكره بعضهم في أصحاب الحديبية وهي منزلة أعلى من منزلة المذكورين قبله، فإن صح فيكون استثناء من أهل الحديبية، كما استثنينا منهم عبد الله بن أبي فقد كان من أصحاب الحديبية أيضا.
ولذلك قال بعض المحققين في هذه المسألة: أن من سب الصحابة السابقين من المسمين ب(الصحابة المتأخرين) كبعض أهل مصر في سبهم عثمان وأكثر أهل الشام في سبهم عليا قد خرجوا من الطوائف الثلاث: فهم لم يدخلوا في المهاجرين والأنصار قطعا كما لم يدخلوا في التابعين بإحسان لمخالفتهم الأمر بالاستغفار للسابقين وعدم التعرض لهم بل حاربوهم وآذوهم.
و(الذين سبقونا بالإيمان) ليس المقصود منهم إلا المهاجرين والأنصار فقط، كما تدل عليه الآيات السابقة دلالة واضحة، وعلى هذا فلا حجة للذين يستدلون بهذه الآيات على وجوب السكوت عن دراسة التاريخ الإسلامي وذم بعض الظلمة ممن وصف بالصحبة كبسر ومعاوية والوليد -بحجة الإمساك عما شجر بين الصحابة-وهي قاعدة غير صحيحة فلا بد من ذكر الظالمين بظلمهم والعادلين بعدلهم حتى يعرف الناس موطن القدوة والتأسي من السلف.
ولذلك يقول البغوي في تفسير قوله تعالى: { { والذين جاؤوا من بعدهم} } (يعني التابعين وهم الذين يجيئون بعد المهاجرين والأنصار إلى يوم القيامة.
पृष्ठ 82