الدليل التاسع:

قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...)) متفق عليه.

أقول: هذا من أكبر أدلتنا لأن كل عاقل وباحث يعرف أن القرن الأول فيهم كفار ومنافقون ومسلمون ظالمون وأصحاب شر، فالخيرية هنا تطلق على مجمل الناس في القرن الأول لوجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمهاجرين والأنصار، ولا يجوز إنزال الحديث على كل فرد من أفراد القرن الأول.

بل إن هذا الحديث من أكبر الأدلة وأوضحها على أن الثناء المجمل ينزل على من يستحقه، ولا يدخل فيه من لا يستحقه.

بل حتى لو قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((خير الناس أصحابي ثم الذين يلونهم)) لم يفد هذا إلا الثناء على أخيار الصحابة، وهم المهاجرون والأنصار كما سبق سرد الأدلة في ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشرف وأكرم من أن تنسب له صحبة أمثال الحكم والوليد وذي الخويصرة!.

وبعض العلماء مثل ابن عبد البر يرى أن أهل بدر والحديبية لا يعدلهم أحد بعدهم، بعكس من بعد الحديبية، فيمكن لبعض التابعين أو غيرهم أن يكونوا أفضل منهم.وهذا هو الحق المتفق مع الأدلة التي سبق ذكرها في بداية البحث.

पृष्ठ 317