294

بأي دليل من شرع أو عقل أبحتم هذا التفريق؟! وإذا كنتم تحتجون بأن الله أثنى على الصحابة في كتابه، فهذا الثناء المجمل معارض بذم مجمل في القرآن الكريم أيضا، وأنتم حذوتم حذو أهل الكتاب الذين وبخهم الله عز وجل بقوله: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض}، وقد ذم الله عز وجل -على منهجكم في التعميم- الصحابة، كما في قوله تعالى: {كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون}.

وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.

وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير}.

وقال عنهم... {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا}.

وقال عنهم يوم أحد... {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة... }.

وقال عنهم يوم الأحزاب... {وتظنون بالله الظنونا... }.

पृष्ठ 295