287

ولكن هؤلاء المغالين من المقلدين جعلوا العدالة التامة في كل من وصف بالصحبة على أي وجه كان، فهو عندهم في الجنة وحجتهم أن الله قد أخبر أن مصيرهم إلى الجنة فأثنى عليهم وبشرهم بها وبالقاعدتين السابقتين الباطلتين (التبشير بالجنة لكل الصحابة، وإنزال ثناء المجموع على الأفراد) يكونون قد بشروا حتى المرتدين بالجنة!!

وإذا قالوا: نحن نخرج من عدالة الصحابة كل المنافقين والمرتدين.

قلنا لهم: بأي دليل أخرجتموهم من الصحابة؟

يقولون: بنصوص أخرى.

قلنا لهم: وكذلك نحن أخرجنا ظلمة الطلقاء وأمثالهم من الصحابة بنصوص أخرى صحيحة وثابتة.

فإن قالوا: لم يسبقكم أحد إلى هذا.

قلنا لهم: بلى سبقنا كثير من علماء الإسلام ومن أبرز أولئك العلماء الصحابة أنفسهم من مهاجرين وأنصار ولكنكم غير مسبوقين إلى تبرئة الظلمة والمبدلين أمثال الحكم والوليد وبسر وأبي الغادية.

فإن قالوا: إحسان الظن خير من إساءة الظن.

قلنا لهم: معرفة الحق أفضل من تعميم الجهل، فالفوائد العلمية في هذا التفصيل أفضل، ثم لماذا تسيؤون الظن بالمرتدين من الصحابة؟!

لماذا لا تشككون في الروايات المثبتة لردة بعضهم؟

بل لماذا لا تحسنون الظن بالصحابة الذين خرجوا على عثمان كعبد الرحمن بن عديس البلوي، وعمرو بن الحمق الخزاعي، وبعض المهاجرين والأنصار؟!

ولماذا لا تحسنون الظن بمن كان من الخوارج وكانت له صحبة كذي الخويصرة وذي الثدية وغيرهم؟

पृष्ठ 288