सूफ़िया: नशात और तारीख
الصوفية: نشأتها وتاريخها
शैलियों
127
ونظرا لانغماس الصوفيين في المناظر الطبيعية الهندية وأبطال الهند والخيال الهندي الجامح، فقد بلغوا بحلول القرن الخامس عشر مبلغا استثنائيا في إضفاء الطابع المحلي على تعاليمهم، ورأى كثير من الصوفيين أن هذه العملية تعد خلطا للإسلام بالوثنية. ولكن في ظل القدر الكبير من التكيف الذي أظهرته الطريقة الجشتية مع بيئتها الثقافية، أبدى أمثال أمير خسرو والملا داود استعدادهم لخوض غمار هذه المخاطرة.
كان استخدام اللغة التركية ثالث أكبر توجه فيما يتعلق باستخدام اللغات المحلية الذي نجده في هذه الفترة. ونظرا للقوة السياسية التي تمتعت بها الجماعات التركية على تنوعها، فإنه من المفاجئ مبدئيا أنهم لم يرعوا إلا قدرا قليلا من الأعمال الأدبية المكتوبة بالأشكال المختلفة للغتهم. إلا أن العلاقات التي تكونت بين المحاربين الترك وطبقة المتعلمين - الأقدم منهم - صاحبة النفوذ، جعلت الترك يختارون في الغالب دعم استخدام اللغتين العربية والفارسية الأرقى مكانة. ويعد ابن الرومي نفسه، الذي أقام في قونية عاصمة السلاجقة في الأناضول، المثال الأبرز في هذا الشأن، وبالرغم من ذلك فإنه توجد بعض الأدلة على استخدام الصوفيين اللغة التركية في فترة العصور الوسطى، حتى إن كانت هذه الأشعار لم تدون لعدة قرون. وأهم هذه الأمثلة الرباعيات، المعروفة باسم «حكمت» (أي الحكمة) المنسوبة إلى الصوفي أحمد يسوي - الذي كان يقطن آسيا الوسطى (المتوفى عام 1166 تقريبا) - والتي ناصرت حياة الزاهد واحتفت بمعجزات الأولياء. وإذا كان كثير من مجموعة أشعار اليسوي المزعومة يعود على الأرجح إلى فترة لاحقة ومنسوبة زورا لهذا الولي، فإنه يبدو على الرغم من ذلك أن الهدف الجمعي لهذه الأشعار كان نشر الإسلام (لكن بنسخته الصوفية) بين الأتراك البدو ساكني السهوب، الذين كانوا آنذاك لم يعتنقوا الإسلام بعد، ودعم القصائد في هذه العملية ارتباطها بالضريح العظيم المشيد حول قبر أحمد يسوي في كازاخستان الحالية.
128
وبعد قرن ونصف قرن عندما ثبت الأتراك أقدامهم في الأناضول، ساهم شعر يونس إمره (المتوفى عام 1321 تقريبا) في نشر صوفية تقوم على الإنسانية والحب، عن طريق أنواع الشعر الشفهي المعقدة غالبا، التي قدمها هو إلى التركية الأناضولية.
129
ومن الأمثلة المهمة الأخرى عاشق باشا (المتوفى عام 1333) صاحب الكتاب البارز «غريب نامه» (أي كتاب الغريب)، المكون من نحو 12 ألف بيت شعري مكتوب بالتركية، والذي ساهم في نقل المعتقد الصوفي المعقد إلى النطاق المحلي.
130
وعلى الرغم من أن يونس بدا درويشا متجولا أكثر منه شيخا مقيما ذا مكانة رسمية مرموقة، فقد كانت اللغة التركية تستخدم أيضا من حين لآخر من قبل رعاة الأضرحة الأثرياء؛ تلك الأضرحة التي كانت تشيد في الأناضول كجزء من رعاية السلاجقة والعثمانيين الأوائل للمؤسسات الإسلامية. وكان المثال الأهم في هذا الشأن هو سلطان ولد (المتوفى عام 1312) ابن جلال الدين الرومي ومروج أعماله، والذي ضمت إنتاجاته المدونة العديد من القصائد المكتوبة بالتركية، وعددا أقل من الأشعار المكتوبة باليونانية، التي ما زال ينشدها معظم المسيحيين في المنطقة.
131
अज्ञात पृष्ठ