सूफ़िया: नशात और तारीख
الصوفية: نشأتها وتاريخها
शैलियों
وتبدو الصورة مختلفة كثيرا في مناطق أخرى من أفريقيا، فنجد في غرب أفريقيا أن ورثة الطرق الصوفية التي كانت موجودة من قبل استمروا في الازدهار من خلال تكوين تحالفات استراتيجية مع التنظيمات السياسية الحديثة، ويعد فرع الطريقة التيجانية الذي يقوده الشيخ إبراهيم نياس (1900-1975) أحد الأمثلة على ذلك؛ فقد كون الشيخ تحالفات ماكرة مع الكثير من قادة الاستقلال الأفارقة والعرب في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وأصبح نائب رئيس رابطة العالم الإسلامي، وجمع تعاليمه في كتاب «كاشف الإلباس»، التي ثبت في النصف الثاني من القرن العشرين مدى تأثيرها الهائل في غرب أفريقيا.
138
وفي بقية الأماكن في المنطقة، واكب أتباع السجين السابق في سجون الاحتلال الفرنسي أحمدو بامبا مباكي التغيرات التي حدثت في مجتمع غرب أفريقيا في العقود الحديثة، من خلال جذب أتباع جدد بين الفلاحين الذين هاجروا إلى مدن السنغال النامية،
139
وفي ظل خلفاء مباكي، واكبت الحركة المريدية السنغالية أيضا التطورات الحادثة في تكنولوجيا الاتصالات للحفاظ على ولاء أتباعها، حتى في مجتمع الشتات التجاري الكبير الذي خلقته العولمة في أوروبا وأمريكا.
140
وفي حين تدهور وضع الصوفيين في السودان مقارنة بمنافسيهم الإسلاميين بسبب قلة استثماراتهم مقابل استثمارات الإسلاميين، فإن الطريقة المريدية في السنغال جذبت تدفقات مالية متزايدة عندما روجت لمفهوم متدين للعمل، يشجع الأتباع على اعتبار رحلات العمل الدولية التي يقومون بها جزءا لا يتجزأ من تقدمهم الروحاني.
141
وفي تسعينيات القرن العشرين ظلت الصوفية حية بالقدر نفسه في مالي المجاورة للسنغال، عن طريق ظهور قادة صوفيين شباب جذابين، حققوا نجاحا هائلا في الترويج لأنفسهم بين غيرهم من الشباب الحضري في مدن مثل باماكو وسيجو.
142
अज्ञात पृष्ठ