وهو بين كيف يكون نقضنا للمسائل التى فى القسمة والتركيب: وذلك أن القول كان يدل عند القسمة والتركيب على أمور مختلفة: فإن الذى يقال عند الجميع هو الضد. وجميع أمثال هذه الأقاويل هى إما من التركيب أو من القسمة: «أترى بالذى علمت، أن هذا كان يضرب» ؟ فيقال: «كان يضرب، وبالذى كان يضرب علمت»؛ وقد يوجد فى هذه شىء من المسائل المرائية، إلا أنه من التركيب. لأن الذى من القسمة ليس نفهم منه معنيين: وذلك أن القول ليس يبقى واحدا بعينه عندما نقسم إن كان ما يدل عليه قولنا: تواورس و〈هو〉 أوروس — إذا قيلا معربين هكذا أولا على معانى مختلفة. (إلا أن هذا الاسم إذا كان مكتوبا فهو واحد بعينه إذ كان إنما يكتب بحروف واحدة بأعيانها وعلى مثال واحد — وقد يجعلون هذه الأشياء مطرحة بالواحدة — فأما إذا عبر عنها فليست واحده بأعيانها). فليست تكون التى من القسمة إذن مما يقال على نحوين. ومن البين أيضا أن ليس جميع التبكيتات مما تقال على جهتين، كما قال بعض الناس.
فليكن المجيب هو الذى يقسمها، وذلك أن ليس «نشاهد المضروب بأبصارنا «وأن نقول» إنا نشاهدالمضروب بأبصارنا» — شيئا واحدا بعينه. وقول أوتادوموس: أتزال تعلم الآن أن السفن التى لها ثلاثة سكنات موجودة فى سقلية؟ وأتراه يكون جيدا وهو مع ذاك يرسى رديئا؟ فيكون الإنسان مع أنه جيد يرسى رديئا؟ فيكون إذن سقراط جيدا ورديئا. وأترى المعلومات الفاضلة العلم بها فاضل، والشر فالعلم به فاضل، فالعلم الردئ إذن فاضل؟ إلا أن الشر فى العلم به شر، فالشر إذن العلم به شر، إلا أن العلم الذى ليس بردئ هو فاضل.
पृष्ठ 929