256

Sufism - Origin and Sources

التصوف - المنشأ والمصادر

प्रकाशक

إدارة ترجمان السنة

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

प्रकाशक स्थान

لاهور - باكستان

शैलियों

قال: ولولا خوف الهتك لأستار الكمّل لأظهرنا لك من هذه الآية عجبا) (١).
والتأويلات كهذه لا عدّ لها ولا حصر، والقوم أشبعوا الكلام في علم الباطن والتأويل الباطني، وملؤا كتبهم به، وهذه الفكرة لم تتدرج إليهم إلا من التشيع والشيعة، كالأفكار الأخرى.
والشيعة بدورهم أخذوها من اليهودية. وهكذا أدخل الصوفية أنفسهم في الفرق الباطنية لأن الإسماعيلية والنصيرية والدروز وغيرها من الفرق الباطنية لم يسمّوا بالباطنية إلا لقولهم: إن لكل ظاهر باطنا، حسب اعتراف الشعراني نفسه، حيث يقول:
(الإسماعيلية: وهم قوم يسمون بالباطنية لكونهم يقولون: لكل ظاهر باطن) (٢).
وأما تسمية المتصوفة العلماء والفقهاء والمسلمين الآخرين الذين لا يؤمنون بباطنيتهم، بأهل الظاهر،، والعامة،، وأهل الرسوم، والنكير عليهم فمنتشر في كتبهم، كما يقول ابن عربي: (ما خلق الله أشق ولا أشد من علماء الرسوم على أهل الله المختصين بخدمته، العارفين به من طريق الوهب الإلهي، الذين منحهم أسراره في خلقه، وفهم معاني كتابه وإشارات خطابه، فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنة للرسل ﵈ (٣).
وقال لسان الدين بن الخطيب:
(إن كل الخلق قعدوا على الرسوم، وقعدت الصوفية على الحقائق) (٤).
أي أن الصوفية هم أهل الحقائق، وسائر الناس أهل الرسوم.
ويقول الكمشخانوي: (الذين اقتصروا على الشريعة فهم العامة) (٥).
والترمذي الملقب بالحكيم يقول في كتابه (ختم الأولياء):
(أكثر الشريعة جاءت على فهم العامة) (٦).

(١) درر الغواص للشعراني ص ٥٠ بهامش الإبريز للدباغ. ط مصر.
(٢) انظر اليواقيت والجواهر للشعراني ج٢ ص ١٢٨.
(٣) الفتوحات المكية لابن عربي الباب الرابع والخمسون.
(٤) روضة التعريف ص ٣٧٠.
(٥) انظر جامع الأصول في الأولياء للكمشخانوي ص ٨٩.
(٦) ختم الأولياء للترمذي ص ٢٣٧. ط المطبعة الكاثوليكية. بيروت.

1 / 259