सूडान
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
शैलियों
1
بين الجيش المصري بقيادة كتشنر باشا وأتباع التعايشي بقيادة الجنرال محمود، واشترك فيها عثمان دقنه وقتل فيها ضابطان إنكليزيان، ولا تزال مقبرتهما إلى الآن. وتوجد شمالي عطبرة بأربعين كيلومترا مدينة «بربر»، وكانت لها عظمة وتاريخ تدل عليهما آثارها الحالية. أما «الدامر» فإلى الجنوب بثمانية عشر كيلو مترا، وهي عاصمة المديرية الشمالية التي أصبحت تتألف من مديريات بربر ودنقلة وحلفا بعد انضمامها معا أخيرا.
وعطبرة قسمان رئيسيان منعزلان يفصلهما الخط الحديدي الطوالي؛ أحدهما «السوق» ويشمل منازل البلد والمحال التجارية والضبطية «المركز»، وعدد سكانه خمسة عشر ألف نسمة تقريبا جلهم من الوطنيين، ومعهم قليل من المصريين والسوريين، وتبنى المساكن كباقي مدن السودان من الطين، وتتألف من طابق واحد، وبها مصنعان لصنع «الزراير» من الدوم يملك أحدهما مصري، والآخر يوناني، وقد رأتهما البعثة في أثناء وجودها بعطبرة. أما القسم الثاني فهو أرض السكة الحديدية، وبه عموم إدارات المصلحة، ومنها الورش، وهي تضم نحو ألف صانع منهم ستون مصريا. وهي تشبه «العنابر» بالسبتية وأقسام مختلفة للحدادة والنجارة والبرادة وغيرها، وأهمها ورشة العربات التي تبنى بها الصالونات والعربات الجديدة على أحدث طراز من خشب «الستيك».
وعطبرة من أمهات المدن في السودان؛ لأنها مركز السكك الحديدية بأسرها، وهي ملتقى خطي الخرطوم. حلفا. الخرطوم. بورت سودان. وتخترق الطرق الحديدية شوارع المنطقة وتجتازها القطارات لتسهيل النقل بين مختلف أنحائها، ومنها قطار يتألف من ثلاث مركبات ينقل الموظفين من المكاتب إلى منازلهم مرتين يوميا إحداهما صباحا لتناول الإفطار والثانية بعد الانصراف. والعمل يبدأ في المكاتب والورش الساعة السادسة والنصف صباحا شتاء والساعة السادسة والربع صيفا. وتوجد بها «ثكنات» الجيش المصري التي كانت تعسكر بها أورطة السكة الحديدية. وكان عددها يتراوح بين ألف وثلاثة آلاف، وقد احتلها الآن بلك إنكليزي وعدد جنوده 142. (9-1) المصريون بعطبرة
تلي عطبرة الخرطوم مباشرة من حيث عدد المصريين بها، وغالبهم موظفون بمصلحة السكك الحديدية، ويبلغ عددهم 150، وكانوا قبل حوادث الاستغناء عنهم سنة 1931 بسبب الضائقة المالية، حوالى المائتين، ويشتغل بعض المصريين بالتجارة وقد نجح فيها، ويقيم غالب الموظفين في منازل صحية بنتها لهم المصلحة. أما البريطانيون فلهم حي راق قائم بذاته. (9-2) النادي المصري
ومما يضم الشمل ويزيل السأم وجود أندية مختلفة. ولكبار الإنكليز «درجة ثالثة فما فوق» ناد ولصغارهم ناد آخر، كما أن للسودانيين ناديا.
والنادي المصري أنيق يقع على ضفة النيل يتمتع بحديقة غناء كانت ميدان الأنس والانشراح. وهو أحد مخلفات ضباط الأورطة المصرية. وأثاثه ورياشه ثمينان. وبه أقيمت حفلة تكريم للبعثة المصرية. وعدد أعضائه المؤسسين ستون والفخريين خمسون. والمؤسسون الآن هم موظفو المصلحة الذين تزيد رواتبهم الشهرية على عشرة جنيهات. ويتصل بالنادي ملعب للتنس وآخر لكرة السلة. وتخرج الفرقة التمثيلية من آن لآخر روايات كبيرة مساعدة للمنشآت الخيرية المحلية كالمساجد والكنائس والمدرسة. وتجمع هذه الحفلات بين التسلية والمنفعة. والرئيس الحالي للنادي هو حضرة يني بطرس أفندي باشكاتب القسم التجاري ورئيس جمعية التمثيل محمد درويش أفندي رئيس قلم المستخدمين، ومن الأعضاء البارزين عجايبي جرجس أفندي باشكاتب الهندسة ونائب رئيس النادي المصري، ومحمد أبو شادي أفندي رئيس الحسابات، وغيرهم. (10) مدرسة الأقباط المصرية
عقب حوادث سنة 1924 التي تلاها نزول الجيش من السودان، كان لا بد للمصريين في عطبرة لتعليم أبنائهم من أحد أمرين: إما إرسالهم إلى مصر أو إنشاء مدرسة تقيهم شر تشتت فلذات الأكباد، فآثروا الثانية، واستأجروا لذلك دار مدرسة الأمريكان، ثم استصدروا إذنا ببناء دار خاصة على نمط صحي ملائم. وتآزر الموظفون جميعا في نفقاتها التي بلغت ألف جنيه بنسبة معينة من رواتبهم، وافتتحت رسميا سنة 1926، ولا زالت تؤدي خدمتها للآن. وقد وفق الله القائمين بأمرها فكان النجاح حليفها كأختها بالخرطوم؛ إذ نجح 15 من 16 تلميذا في امتحان الشهادة الابتدائية سنة 1933 بنسبة 95 في المائة. وكادت تعصف بها حوادث الاستغناء عن الموظفين سنة 1931؛ مما أدى إلى نقصان عدد تلاميذها إلى المائتين مع زيادة نسبة الإعفاء من المصروفات إلى 25 في المائة. والأمل معقود على وزارة المعارف بمصر للأخذ بناصرها بل السير بها إلى الأمام.
ويتعلم أبناء الوطنيين في «كتاب» وفي مدرسة ابتدائية أميرية، وهي نصف مدرسة فقط. أعني أن بها الفرقتين الأولى والثالثة أو الثانية والرابعة، وتكمل نصفها الثاني في مدينة بربر بالتبادل.
وعدا مدارس البنين توجد مدرستان للبنات إحداهما تابعة للإرسالية الكاثوليكية وتديرها راهبات الطالبات ، وهذه مقصورة على بنات غير السودانيين، والأخرى مدرسة الإرسالية الإنكليزية، وهي تقبل جميع الجنسيات عدا البريطانية. (11) بين قاضي قضاة تونس والتعايشي
अज्ञात पृष्ठ