सूडान मिस्री
السودان المصري ومطامع السياسة البريطانية
शैलियों
وبفضل الأعمال الآتي بيانها يسهل في المستقبل الحصول على المياه اللازمة لتوسيع نطاق الزراعة والتدرج المعقول في تنفيذ مطلب الجمهور من حيث استصلاح البور يقدر ب 60 ألف فدان سنويا في المتوسط، ومن حيث تحويل ري الأراضي في الوقت ذاته من نظام الحياض إلى نظام الري الصيفي ب 40000 من الأفدنة في العام الواحد.
فإذا أمكن الاحتفاظ بهذين التقديرين في التوسع تيسر لمصر الوصول إلى غاية نموها الزراعي في ظرف 30 عاما من الآن.
المساحات الزراعية بالسودان وما تتطلبه من المياه
إن المنشق الذي يجري فيه النيل هو في السودان من حدود مصر إلى الخرطوم أضيق منه في الوجه القبلي والمساحات التي يرسب فيها الطمي في تلك المنطقة أقل منها في الوجه القبلي.
ومن المشكوك فيه ما إذا كان السكان في الأيام الغابرة وصلوا إلى درجة في التضامن تمكنهم من الزراعة بنظام ري الحياض، والأرجح أن كل ما كانوا يفعلونه هو الاستفادة بالجريان الطبيعي لمياه النيل، والاستعانة معه بالمجهود الفردي باستعمال كل مزارع ما تيسر له من الآلات الرافعة العتيقة.
أما في الأزمان الأقرب عهدا بنا فقد زرعت بضع مساحات صغيرة بطريقة ري الحياض، ولكن لم يقر الرأي على التوسع في الزراعة إلا في أوائل القرن الحالي حيث أدخل نظام الري الصيفي لأول مرة إلا إذا استثنينا بضعة أفدنة متفرقة هنا وهناك.
وجنوبي الخرطوم حيث يبتدئ التفرع الرئيسي للنيل يخترق النيل الأزرق سهلا مترامي الأطراف أرضه كثيرة التعرض لهبوب الرياح.
وربما كانت الأرض الواقعة عند مجتمع النهرين أثمن بقعة في ذلك السهل؛ لأن زراعتها خصبة إلى حد ما منذ أجيال بعيدة بفضل قليل المطر الذي يصيبها كل سنة.
وفي سنة 1903 شرعت حكومة السودان في القيام بتجارب لمعرفة ما إذا كان من الممكن بواسطة الري إنتاج حاصلات قابلة للتصدير كالقمح والقطن والسكر ... إلخ. فرؤي أنه لأجل الحصول على نتيجة مرضية قد تدعو الحاجة إلى استعمال مياه الصيف، ولكن لما كان الإيراد المتيسر منها محدودا بحد لا يمكن تخطيه فقد أبرم اتفاق بين الحكومتين المصرية والسودانية على تعيين مقدار أراضي السودان التي يجوز ريها بالمياه الصيفية بجعله 10000 فدان، ومما ساعد على جعل هذا الاتفاق ممكنا هو إنشاء خزان أسوان الذي أصبح به مركز مصر أكثر ضمانا في نيل الفيضانات المنخفضة مع حفظ الحق في تعديل هذا الاتفاق عندما تضبط مياه النيل أكثر مما هي عليه، ويصبح إيراد المياه للقطرين أوفر كما حصل فعلا في سنة 1912 حين علي خزان أسوان وزيدت مساحة الصيفي في السودان إلى 20000 فدان وإلى الآن (سنة 1919) لم ينتفع تماما بهذا الحق الذي يخول زرع 20000 فدان زراعة صيفية، ومع هذا فحكومة السودان تهيئ الآن مشروعا يرمي إلى استثمار 300000 فدان في القريب العاجل يتطلب نحو الثلث من المياه في ربيع كل سنة، وهذا المشروع ممكن لأن كلا القطرين يدبر أمر الحصول على إيراد أوفر من المياه.
هذا هو البرنامج العاجل، ولكن هناك مشروعات كبرى مؤجلة للمستقبل؛ لأن مساحة ال 300000 فدان ما هي إلا وحدة مساحات يبلغ إجمالها ثلاثة ملايين من الأفدنة تقريبا. قد يكون من المستطاع إنماؤها تحت نظام الري الصيفي حوالي نهاية القرن الحالي.
अज्ञात पृष्ठ