सुबुल वा मनहिज

मारून अबूद d. 1381 AH
173

सुबुल वा मनहिज

سبل ومناهج

शैलियों

وليس بالكذاب حيلة

من كان يخلق ما يقول

فحيلتي فيه قليلة

وأخيرا فنحن لا نعني بالأسرار ذلك الكلام الذي يقال في جلسات يعقدها من لا مروءة لهم للوقيعة بالناس، فتلك أصحابها جبناء ضعاف يطعنون في الظهور لا في الصدور، وعلينا أن نشهر بهم ليتأباهم الناس، فليس ما يستودعونه صدور الآخرين إلا اغتيابا، وإنما نعني بالسر ذلك الأمر الذي ينفعنا ولا يضر غيرنا، فهذا ما يجب أن ندفنه في قاع الأرض.

فلا تفتح يا أخي بابا تعجز عن إغلاقه، ولا ترم سهما لا تستطيع رده، وإن عاد فإلى صدرك ، وإذ ذاك يصح فيك قول الشاعر: «وإذا رميت أصابني سهمي.»

إلى جندي

بان لي أنك متبرم بما صرت إليه كأنما كنت ترجو غير ما وقعت عليه، وكأنما الجندية في نظرك - كما اشتممت من رسالتك - أحط منزلة مما كنت إليه تصبو وتطمح، ربما دار في خلدك أن تهرق شبابك على حفافي كرسي ... فلا تقوم عنه حتى تترهل مثلي وتفتقد ماء شبابك فتجده قد ساح تحت أرجلها، وتفتش عن نشاطك فتراه قد تسرب من ثقوب غربالها.

الله الله يا بني! لا لوم على المخضرمين مثلنا إن صغرت الجندية في أعينهم، قد نكون غير مخطئين مثلك؛ لأن الجندية في عهدنا كانت رزقة من لا رزق لهم، كنا في لبنان مرقد العنزة، لبنان البروتوكول، ولم نكن مثلكم في عصر الكفاح والجهاد، في العصر الذي تتجند فيه المرأة والملائكة.

تقول لي: وأخيرا صرت جنديا ... كأنك تعني أنك بعدما تبحرت في دراسة آداب العرب والعجم ونلت ما يسمونه البكالوريا، تأسف أن تكون العقبى ما كانت.

أما أنا فرأيي غير رأيك، ووجهة نظري تختلف جدا عن وجهة نظرك، أتوقع أن أراك مروضا خشنا مطيعا، تسمع كلمة الآمر فتدور كخذروف وليد امرئ القيس، وتقبل وتدبر وتنحط من عل كجواده، إن صوت جرس المدرسة رخيم، أما بوق الثكنة فنعار. سوف تشكو في بادئ الأمر، وقد تسيل دمعا من خلائقه الكبر متى أضواك الليل، ولكنك ستكون رجلا إن صبرت، تصور الساعة التي يزين بها هندامك بالشرائط الفضية والذهبية، وتلمع على صدرك نجوم المجد وبدور الشرف فتصبح فلكا دوارا ... أحلم بمجد الجندية الذي يسير مع مجد الوطن جنبا لجنب تستمرئ فظاظة المدرب وخشونة الآمر، فالوطن كله يتجسم فيك، في قلبه وعلى حدوده، فأنت الوطن والوطن أنت، إن الجندية يا عزيزي هي المدرسة العملية تدخلها الآن بعد مدرستنا النظرية، ولك فيها دروس قاسية كل واحد منها يروض بمقدار ألف درس من دروسنا.

अज्ञात पृष्ठ