सुबुल हुदा
سبل الهدى والرشاد
अन्वेषक
الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض
प्रकाशक
دار الكتب العلمية بيروت
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م
प्रकाशक स्थान
لبنان
النبوية فليس من المعقول أن تطلق تسمية (العبقرية) على الرسول ﷺ المؤيد بالوحي وعلى صحابته أمثال أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وقد وصف الرسول ﷺ بالعبقرية في كتابات العقاد والبطولة في كتابات عبد الرحمن عزام، وبطل الحرية في كتابات عبد الرحمن الشرقاوي، وكل هذه مسميات تحجب عن القارئ المسلم الصفة البارزة والمهمة الأساسية وهي «النبوة» المؤيدة بالوحي.
إن دراسة حياة النبي ﷺ تحت أي اسم من شأنها أن تعجز عن استيفاء جوانب هذه الشخصية العظيمة، وليس ثمة غير منهج واحد هو أنه نبي مرسل من قبل الله ﵎، فإن هذا الفهم وحده هو الذي يكشف عن الحقائق الناصعة ويكشف عن صفحات السمو والكمال الخلقي والعقلي والنفسي.
إن كلمة (العبقرية): هي مصطلح عرف في الفكر الغربي وتناولته الأقلام ودارت حوله المعارك والمساجلات، وفي عام ١٩٣٥ انتقلت هذه المعارك إلى المجلات العربية فدارت مناقشة طويلة بين محمد فريد وجدي والدكتور أمير بقطر.
والتقطها الأستاذ العقاد واختزنها في ذاكرته ليجعلها عنوانا لدراسة عن الرسول التي بدأها عام ١٩٤٢.
ومن مجمل الدراسات التي دارت يتكشف أن هذه النظرية تجري حول التميز والذكاء والتفوق في مجال الفن والموسيقى والتصوير ولم يرد في الأسماء التي تناولتها الأبحاث أي اسم من أسماء المصلحين أو أصحاب الرسالات.
ولقد قصر الدكتور أمير بقطر العبقرية على الذكاء. وقال إنها تجيء عن طريق الوراثة وإنها غير مكتسبة. وأوردت دوائر المعارف وصفا للعبقرية بأنها لغة الكامل في كل شيء.
ويكون مبلغ رقم قياس ذكاء العبقري فوق المعتاد. وبينما يقصر أمير بقطر العبقرية على حالة اختبار الذكاء فإن (فريد وجدي) يرى أنها (هبة إلهية ثمرتها فوق القدرة البشرية يمنحها الله لبعض الأفذاذ لتبرز على ألسنتهم أو على أيديهم أمور لا يستطيع العقل البشري أن يستقل بإيجادها) .
ولعل هذا هو المعنى الذي جعل العقاد يختارها ليصف بها الرسول مع أن جميع علماء الغرب لم يصفوا بها أحدا من الأنبياء المسيح أو موسى ﵉. والحقيقة أنّ مقاييس الجاه والثروة والعظمة التي جاءت بها العلوم المادية الحديثة تختلف تماما عن التقديرات التي جاءت بها النبوة.
المقدمة / 30