فحضر رجل أعجمي يطلبه، قد قدم من بلده، فوجده غائبًا، فلم يمكنه المقام، فأشار إليه أبو العلاء أن يذكر حاجته إليه. فجعل ذلك الرجل يتكلم بالفارسية، وأبو العلاء يصغي إليه، إلى أن فرغ من كلامه، ولم يكن أبو العلاء يعرف الفارسية، ومضى الرجل، وقدم جاره الغائب، وحضر عند أبي العلاء، فذكر له حال الرجل، وجعل يذكر له بالفارسية ما قال، والرجل يبكي ويستغيث ويلطم، إلى أن فرغ من حديثه، وسئل عن حاله، فأخبر أنه أخبر بموت أبيه واخوته وجماعة من أهله.
ومثل هذه ما ذكره تلميذة أبو زكريا التبريزي: أنه كان قاعدًا في مجلسه بمعرة النعمان بين يدي أبي العلاء، يقرأ شيئًا من تصانيفه. قال: وكنت قد أقمت عنده سنين ولم أر
1 / 10