الجزء الاول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
- تقديم-
إذا كان التأليف العربي على الطريق الموسوعية EncycloPedique:قد بدأ مع كتاب «مفاتيح العلوم» لمحمد بن أحمد بن يوسف الخوارزمي المتوفى سنة ٣٨٧ هـ/ ٩٩٧ م- كما يقول بروكلمان «١» - فإن القرن الثامن الهجري في مصر يمتاز بظاهرة ثقافية خاصة، وهي أنه عصر الموسوعات العلمية والأدبية الكبرى؛ فقد ظهرت فيه طائفة من العلماء الذين توفروا على جمع أشتات العلوم والفنون المعروفة يومئذ، في مؤلفات جامعة لم تعرفها الآداب العربية من قبل، وكتبت فيه عدة موسوعات جليلة ما زالت تتبوأ مقامها الفذ في تراث الأدب العربي. وأقطاب هذه الحركة ثلاثة من أكابر العلماء والكتاب المصريين هم: أحمد بن عبد الوهاب النويري، المتوفى سنة ٧٣٣ هـ/ ١٣٣٣ م صاحب كتاب «نهاية الأرب في فنون الأدب»، وأحمد بن فضل الله العمري، المتوفى سنة ٧٤٩ هـ/ ١٣٤٨ م، صاحب كتاب «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار»، وأبو العباس القلقشندي، المتوفى سنة ٨٢١ هـ/ ١٤١٨ م، صاحب كتاب «صبح الأعشى في كتابة الإنشا» «٢» .
والملفت للنظر أن بين هذين التاريخين (منتصف القرن الرابع الهجري ومنتصف القرن الثامن الهجري) . كان هناك حدث مروّع ترك بصماته السيئة
1 / 3