Studies in Sufism
دراسات في التصوف
प्रकाशक
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
शैलियों
" إن التكسب من سنة رسول الله ﷺ، نقل عن سهل بن عبد الله أنه قال: من طعن على لاكتساب فقد طعن على السنة، كما نقل عن عبد الله بن المبارك أنه كان يقول: لا خير فيمن لا يذوق ذل المكاسب، وأيضا مكاسبك لا تمنعك عن التفويض والتوكل إذا لم تضيعها في كسبك " (١).
ولكن المتصوفة يقولون عكس ما قاله الرسول وما أمر به وما ورد في كتاب الله، فيقولون: " من طلب معاشا فقد ركن إلى الدنيا " (٢).
وأبو نصر السراج الطوسي الذي أقر بكون التكسب سنة رسول الله ﷺ هو الذي نقل عن ذي النون المصري أنه قال:
" إذا طلب العرف المعاش فهو لاشيء " (٣).
كما ذكر أن رسول الله ﷺ لم يأمر أصحابه بطلب المعاش (٤).
ظنا منه بأن " الكسب رخصة وأباحه لمن لم يطلق حال التوكل " (٥).
وهذا غلط وفاسد لأن التوكل ليس معناه الترك، بل معناه الجد والعزم، ثم الإعتماد على الله بأنه وحده يثمر الجهود ويقللها من النجاح، لا الإنسان، وهذا معنى قوله ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ (٦).
ولكن ابن محمد الشطا الدمياطي يقول:
" أترك الكسب حال كونك متجردًا عن الأهل والأولاد " (٧).
وذكروا عن ابن السماك أنه كان يقول:
" لا تشتغل بالرزق المضمون عن العمل المفروض، وكن اليوم مشغولا بما أنت
_________
(١) أنظر كتاب اللمع للطوسي ص ٢٥٩ ط دار الكتب الحديثة ١٩٦٠ م.
(٢) عوراف المعارف للسهروردي ص ١٦٥.
(٣) كتاب اللمع للطوسي ص ١٦٢.
(٤) أيضا ص ١٨٤.
(٥) أيضا ص ٥٢٤.
(٦) سورة آل عمران الآية ١٥٩.
(٧) كفاية الأتقياء ومنهاج الأصفياء لأبي بكر محمد الشطا الدمياطي ط دار الكتب العربية مصر.
1 / 46