103

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

प्रकाशक

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

शैलियों

ويقول سمنون المحب: الفقير الصادق هو الذي يأنس بالعدم كما يأنس الجاهل بالغنى (١). ومن إحدى خرافات النفري في مواقفه أنه قال: " قال لي الله: إن كنت ذا مال فما أنا منك، ولا أنت مني " (٢). وحكى ابن الملقن في هذا المعنى عن الجنيد أنه قال: " جاء إبراهيم الصياد يومًا إلى سرى وهو متزر بقطعة حصير، فأمر السري فجيء بجبّة فأمتنع من لبسها، فقال له سرى: ألبسها، فإنه كان معي مقدار عشرة دراهم من موضع حلال فأشتريها به،فنظر إليه شزرا، وقال: أنت تقعد مع الفقراء ومعك عشرة دراهم، وأمتنع من أخذها " (٣). ولذلك لا يشتغلون بالكسب وطلب المعاش، بل يظنونه ركونًا إلى الدنيا (٤). وأما الحج فأحيانًا يستهزؤن به، وأحيانًا كانوا يخرجون له بدون زاد وراحلة يتكففون الناس ويستجدون منهم، ويمدون الأيدي إليهم، وقد مر بيان هذا فيما سبق عند ذكر تطرفهم في التوكل. وأما تركه والإستهزاء به فيذكر العطار عن أبي يزيد البسطامي أنه خرج مرة للحج، فرجع من الطريق فسألوه عن السبب، فقال: لقيني في الطريق رجل حبشي وقال لي: لماذا تركت الله ببسطام فرجعت (٥). ونقل السهلجي والعطار عن البسطامي أيضًا أنه قال: " خرجت إلى الحج، فاستقبلني رجل في بعض المتاهات فقال: أبا يزيد إلى أين؟ فقلت: إلى الحج، فقال: كم معك من الدراهم؟

(١) طبقات الصوفية لعبد الرحمن السلمي ص ٤٧. (٢) كتاب المواقف لمحمد بن عبد الجبار النفري ص ٥٤ ط ... مطبعة دار الكتب المصرية ١٩٣٤ هـ. (٣) طبقات الأولياء لابن ملقن ص ٢٥. (٤) أنظر لذلك قوت القلوب ج ١ ص ٢٥٢، أيضًا كتاب اللمع للطوسي ص ٢٦١، أيضا غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج ١ ص ٢٠٨. (٥) تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ص ٨٢.

1 / 110