Studies in Sufism
دراسات في التصوف
प्रकाशक
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
शैलियों
وقال النفزي الرندي:
" إذا رأيت المريد انحطّ عن رتبة الحقيقة إلى رخص الشريعة فأعلم أنه قد نقض عهده من الله " (١).
مع أن رسول الله ﷺ قال: (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه) (٢)
فهذه بعض مخالفات الصوفية في أهم فرائض الإسلام الصلاة.
وأما الصوم فهم خالفوا في ذلك أيضًا تعاليم الرسول ﷺ سالكين في ذلك مسلك أهل الرياضيات الهندية ومجاهدات الرهبان النصارى، الذين يلتمسون الخوارق والبركات والتجليات والثمرات في التجوع ظنّا منهم بأن الجوع يورث الحكمة والمعرفة والأنوار الإلهية، فالصوفية أيضًا انتهجوا منهجهم واقتفوا سنتهم، فروى عن كثير منهم أنهم كانوا يصومون الدهر كما يقول السهروردي.
" جمع من المشايخ الصوفية كانوا يديمون الصوم في السفر والحضر على الدوام حتى لحقوا بالله.
وكان عبد الله بن جابار قد صام نيفًا وخمسين سنة لا يفطر في السفر والحضر " (٣).
وحكوا عن أبي رويم بن أحمد أنه قال:
" اجتزيت ببغداد وقت الهاجرة ببعض السكك، وأنا عطشان، فاستقيت من دار، ففتحت صبية بابها، ومعها كوز، فلما رأتني قالت:
صوفيّ يشرب بالنهار.
فما أفطرت بعد ذلك اليوم قط (٤).
ويقول الطوسي:
(١) غيث المواهب العلية للنفزي ج ١ ص ١٩٩. (٢) قد ذكر هذا الحديث ابن عربي أيضًا في كتابه " الجواب المستقيم " ص ١٤٨ من " ختم الأولياء ". (٣) عوارف المعارف للسهروردي ص ٣٣١، أيضًا اللمع للطوسي ص ٢٢٠. (٤) الرسالة القشيرية ج ١ ص ١٢٧، اللمع للطوسي ص ٢١٧، ٢١٨، روضة التعريف للسان الدين بن الخطيب ص ٦٧٣، تذكرة الأولياء للعطار ص ٢٠٩، طبقات الأولياء لابن الملقن ص ٢٢٩.
1 / 107